الهالوين كارثه تربويه

كتبت د/ امل عبد العزيز
لا شك أن فكرة التنكر بأشكال مرعبة وتوزيع الحلوى على الأطفال لهي فكرة شيقة وستعجب الكبار والصغار، والرعب الناتج عن تجربة آمنة كمشاهدة الأفلام أو قراءة الروايات رواياتي مثلاً لهو من الأمور الممتعة كركوب الألعاب الخطرة في الملاهي، فيتم استبدال شعور الخوف الإنساني بشعور بالتطمين والأمان والسيطرة، الكرنفالات في العموم والاحتفالات الجماعية من الأمور التي تبعث على البهجة ولكن
ليست كل الأمور اللطيفة يجب قبولها، وليست كل المبهجات المستوردة يصح استهلاكها، خاصة عند التعامل مع الأطفال بينما يتشكل وعيهم وتصورهم للحياة
بداية فالهالوين جذوره تعود للقبائل السلتية أو الهندو أوروبية والتي عاشت في أيرلندا وسكوتلاندا، والفكرة وثنية بحتة حيث يظنون لكون هذا اليوم بنهاية أكتوبر حيث يبدأ طول النهار بالنقص لصالح الليل فيقع معبود الشمس في الأسر، وبناء عليه يذوب الفرق بين عالم الأحياء والأموات وتخرج الجثث بحثاً عن فرصة للعودة للحياة، فيقيم الكهنة ما يسمى عيد السهامين يشعلون النار ويرتدون ملابس كالموتى لتضليل الموتى الهائمون عن كشفهم
في القرن الثامن استهوت تلك الطقوس الباب غيرغوريوس الثالث، فقرر تسمية الليلة السابقة له بالهالوين أو عيد جميع القديسين، وفيها يتم تكريم القديسين، خاصة وأن أحد الأناجيل يحتوى على نهوض قديسين،من قبورهم في حادث الصلب
ومع الوقت اكتسب الاحتفال الطابع الأمريكي واستكمل بفكر “حلوى أو خدعة” حيث كلما اجتهد الأطفال في تنكرهم حصلوا على حلوى أكثر من الجيران، وذلك كأن الناس يعطون الحلوى للموتى كي لا يؤذوهم كما في الجذور الوثنية
وبالمناسبة فالحضارة الغربية متأثرة بالأساطير الوثنية في أمور شتى، يكفي أن تعرف أن تسمية أيام الأسبوع بالترتيب على أسماء: النجوم والشمس والقمر، ثم معبود الحرب ثايوث، ثم أودين، ثم ثور، الذين نعرفهم الأن جيداً من أفلام مارفل
الفكرة أن الأصول والتطور للاحتفال لا يناسب ثقافتنا وهويتنا
وكذلك به تشجيع للعنف بجعل الدماء والموت والأشكال المرعبة أمور لذيذة ومادة للعب، وهذا ليس من الأمور الآمنة لأطفال يتشكل ارتباطهم، وتتبلور قيمهم، وتمتد جذورهم
لذا فالاحتفال به في المدارس كارثة تربوية، والاحتفال به في بلاد الحرمين كارثة ثقافية وحضارية ودينية