نقد

أعداء النجاح أشباح تحوم حولنا بخمسين وش

النجاح خطيئة يرتكبها المرء بحسن نية ومع ذلك لا يغفرها له الآخرون! كلمات ربما تثير نوعا من الاستغراب، إلا أنها حقيقة يجب إدراكها، فما من ناجح إلا وتحوم حوله أشباح أعداء النجاح، الذين يكرهون النجاح ويهاجمون الإبداع، ويحاولون بسعيهم المريض عذم الهمم لكي لا تنتج أبدا! وفي هذا الإطار نذكر إحدى الكلمات المنيرة للكاتب مصطفى أمين؛ إذ يقول: «إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، وأن المدفعية لا تطلق في وجهك، بل احتفاء بقدومك».

وقديماً قال أحد الحكماء: «إذا تمنيت أن تنجز إنجازا عظيما، تذكر أن كل إنجاز يتطلب قدرا من المجازفة، وأنك إذا خسرت فأنت لا تخسر كل شيء، لأنك تتعلم دروسا. لن تضل الطريق لو تمسّكت باحترام الذات ثم احترام الآخرين وتحمل مسؤولية كل فعل» إذن فأعداء النجاح لا يجب أن نلتفت إليهم، لأنهم أساسا ليسوا كفوئين، فلا تزيدنا عداوتهم إلا كل تميز ورغبة في البحث عن ما هو أفضل لنصل بطموحنا إلى الثريا..

يمر المرء في هذه الحياة بمحطات ووقائع تجعله أكثر نضجا وإدراكا لاسباب النجاح الحقيقه ويظل النجاح من أجمل الأشياء التي يمكن أن يصل الفرد إليها خصوصا إذا تم الوصول إليه بشرف وعزة

فالناجح الحقيقي هو الذي يترك وراء نجاحه عامل الثقة بالنفس والإصرار حتى لو كانت هناك محاولات لتفشيله من قبل المتربصين به؛ الذين يدبرون له المكائد للنيل من نجاحه، فكلما رأوا من تكلل سعيه في أمر ما على استحقاق وبطرق شرعية وأخلاقية بعد توفيق من الله، إلا ووجدتهم مضطربين مهمومين بنجاحه، فيفضحون أنفسهم بمحاولاتهم التسلط عليه والسعي على محاربة تميزه.

ولا أدعوا هنا إلى إعطاء أية أهمية لكلام الحاقدين ولا لصنيعهم نحو من يرتقي سلم النجاح، فذِكر أعداء النجاح جاء بهدف الدعوة إلى السير في طريق النجاح المشروعة دون الالتفات لهم وتضييع الجهد والوقت في مواجهتهم، نظرا لوجود عدالة إلهية كفيلة بكيدهم، فالمطلوب هو جعل كل ما يأتي منهم وقودا للاستمرار في النجاح ولمزيد من المثابرة.

ويبقى النجاح من أكثر الأشياء التي تغمر قلب الإنسان بالسعادة، ومن خلاله يظهر صدق مجموعة من القيم والمشاعر والتصرفات، وعبره تتوج الإنجازات والأعمال الإبداعية وترى النور في الواقع، وتتجلى الحقيقة التي يسعى لمنع بروزها أصحاب الأجندات الشخصية المتآمرين الذين يحاربون الناجح، ولا يقوون على تحمل رؤية غيرهم متفوقين ناجحين؛ مثلهم مثل من يحارب في معركة عقيمة لا تنتهي إذ لا طائل تحتها ولا أمل بكسبها، وبالخصوص حين تكون ثقة الناجح في المعين أقوى من كل شيء. فإذا قمت بعمل من الأعمال الناجحة، وبدأت تبصر سعيهم الحثيث على حجب ذلك عن الأنظار لما في قلوبهم من حسد وحقد، فاتركهم وخالقهم هو حسبك ونعم الكفيل بهم، واعلم أنك أقرب من أي وقت مضى من بلوغ مراتع المجد رغما عن حقدهم وكيدهم.

كثيرون هم الذين يمدون أيديهم الخفية لإنجاح من لا يستحق النجاح أي الذي لا يمتلك مقوماته، لا لشيء إلا لأنه ذو سيط واسع في التملق أو لتدخل خارجي لاأخلاقي، في حين أنهم يحاولون تفشيل الناجح الحقيقي لأن مقوماته الذاتية غالبة على التي عندهم، فبروزه في نظرهم يشكل خطرا عليهم لهذا يضعون عقبات وحواجز أمامه، ونظرا لأنهم يرون أن النجاح في يدهم وهم من يملكون زمامه، تجدهم يصنفون الناجحين على حسب هواهم كأن النجاح ملكهم الشخصي خاص بهم وبمن يريدونهم وحدهم، ويبقى تفكيرهم معطوب وقلوبهم طبع عليها الشيء الذي منعها من إبصار الحقائق؛ لهذا هم يعتقدون بأن كل مشروع ناجح وكل إنسان متميز فيما يصنعه يشكل تهديدا خاصا على أمنهم الذاتي

إن النجاح الحقيقي لا يموت عند أهل العزم والإرادة الراسخة، فالغرس الذي تغرسه بإخلاص للقيم الأخلاقية لن ينطفئ وإن تعرضت لانتكاسات ومعارك طاحنة بعد محاولات متكررة في تفشيلك أو سرقة مجهوداتك التي تعبت كثيرا من أجلها، إن كل الأشياء التي يضعها لك أعداء النجاح لعرقلة مسيرك نحو بلوغ قمم النجاح إنما هي أكثر ما يمكنه أن يصنع منك إنسانا ناجحا له صلابة قوية عندما يواجه الأزمات والشدائد، في حين أن الذي يركن إلى واقعه السلبي سيصبح أسيرا في ذلك الواقع، غير أن الشخص الطَموح يعمل بشكل دائم ويجاهد بتفان لكي يحلق عاليا في سماء النجاح ويتابع مسيره نحو بلوغه بثبات، ولا يعطي أية قيمة لمن خانوا أخلاقهم لإرضاء شيطانهم، فمهما حاولوا تغطية تميز الناجح سيسطع نور اجتهاده رغم كيدهم وحقدهم وحسدهم الدفين، فالنجاح غالب يعلو ولى يعلى عليه.

ولا تنسى أن أعداء النجاح لا يهاجمون إلا الإنسان الذي يمتلك مواصفات الناجح لهذا فهم دائما يشككون في إمكانياته ومهاراته، ولكنهم بالرغم من كل ذلك يبقون غير قادرين على إخفاء ما يقوم به من إنجازات وأعمال ناجحة، ومهما حاولوا حرمان الناجح من تميزه فلن يتمكنوا من سلب النجاح منه لكونه صناعة ذاتية وحق منشود لا يمكن أن يأخذه منه أحد.

يتحتم على الذي يرى نفسه ناجحا ألا ينتظر الاعتراف من غيره بذلك، فالزمان والوقت كفيلان بإثبات حقيقة إبداعاته وإنجازاته المتميزة، والإخلاص في هذا المقام أهم شيء فيما نقدمه من أعمال، فبغيابه تصبح أعمالنا فارغة من المقصد النبيل الذي ينبغي أن توجد لأجله.

وقد تكون قوة نجاحك مستمدة من كل ما واجهت من تحديات وعوائق، فصلابة نجاحك الداخلية وقدرتك الهائلة على المقاومة هي تراكم كل الآلام والندوب والتداعيات الكثيرة التي خضتها في سبيل تحقيق النجاح الذي تصبو له، لذا فإن ما يجعلك إنسانا ناجحا هو إدراكك لفكرة واحدة، فكرة أنه ما من شيء أبدا بوسعه أن يحطم نجاحك ويخفي أثاره، بل على النقيض فكلما حاولوا منعك من الارتقاء في درجات النجاح إلا وصار نجاحك أكثر سطوعا وبروزا.

ولهذا كله ينبغي أن تقول شكرا لكل أولئك الذين لا يكفون عن محاولاتهم الخبيثة لإﺟﻬﺎض نجاحاتك وﺳﺮﻗﺔ اﻧﺘﺼﺎراتك ﻟﺼﺎﻟﺢ اشباع رغباتهم الشيطانية، شكرا لهم لأنهم ﻛﺸﻔﻮا لك ﻋﻦ ﻋﺪاوتهم الصريحة رغم صفاء قلبك معهم ودعائك بالخير والهداية لهم وللجميع كيفما كانوا، امض في نجاحاتك واستمر في تميزك غير مهتم لكل من يحاول عرقلة مشوارك نحو المجد الذي لا يصل إليه سوى العظماء، لتكون من الذين يملكون إصرارا جبارا وقلوبا أوسع من أي فعل لاأخلاقي يمارسه الآخرون اتجاههم، فنجاحك أكبر من أن تلتفت لكل من يحاول النيل منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى