“إلهام الجمال والأناقة: مقابلة حصرية مع مصمم الأزياء التركي Orhun Faruk Saraç”
من دواعي الفخر والاعتزاز أن نستضيف اليوم في هذا اللقاء الصحفي المميز، أحد ألمع نجوم عالم الموضة وصناعة الأزياء على الساحة العالمية. إنه مصمم الأزياء التركي الشهير الذي أبدع وتألق بأسلوبه الفريد والمبتكر، وأحدث ثورة حقيقية في عالم الموضة. سيتحدث لنا اليوم عن مسيرته المهنية الرائعة ورؤيته الفريدة لعالم الأزياء.
نرحب بكم في هذا اللقاء مع مصمم الأزياء التركي الشهير
Orhun Faruk Saraç
ونترقب بشوق سماع كلماته الحكيمة واستفساراتنا حول عالم الموضة الراقي والمبتكر.
1. رحلتك في عالم تصميم الموضة كيف بدأت؟ هل كان لديك اهتمام بالموضة منذ طفولتك أم كان هناك حادث معين أثر في اختيار هذه المهنة؟
– دائمًا كان أبي هو قدوتي، وكنت أمضي وقتًا أكبر معه في دار الموضة. إنه الشخص الذي ساعدني على تعلم هذا المجال. ثم زاد اهتمامي بهذه المهنة عندما ذهبت إلى ميلانو للدراسة في الجامعة.
2. هل فكرت في بداية الأمر في تصميم الموضة على أنها هواية أم كنت دائمًا تنوي أن تجعلها مهنتك؟
– في الواقع، في سنوات طفولتي الأولى، كان حلمي الكبير أن أصبح لاعب كرة القدم، لكن بعد ذلك تجهت بشكل أكبر نحو مجال النسيج، وهو مجال عائلتي. وكنت أتطلع إلى قيادة علامة تجارية تمتلك تراثًا يمتد لمدة 42 عامًا.
3. هل تلقيت تعليمًا في مجال تصميم الموضة؟ وإذا كان الأمر كذلك، كيف أثر التعليم على تطوير مهاراتك وإبداعك؟
– درست في مدرسة Instituto of Marangoni في ميلانو، حيث حصلت على درجة في تصميم الموضة والتسويق. وأثناء دراستي هناك، قمت أيضًا بالتدريب في مجال الأقمشة في Como بالتعاون مع المدرسة. وكما كان يقول أبي دائمًا، أحد أهم أسس التصميم هو معرفة الأقمشة. واستمريت في مسيرتي بهذا الفلسفة. ثم أكملت دراستي العليا في جامعة جورج براون في تورونتو بكندا حيث درست التسويق.
4. ما هي أكبر التحديات التي واجهتها في بداية مسيرتك؟ وكيف تغلبت على هذه التحديات لكي تجعل اسمك معروفًا في عالم الموضة؟
– عندما بدأت في مجالي الأول، كان معظم عملائي من الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخمسين، وكانت رغبتي الكبيرة هي الوصول إلى الجيل الثاني من العملاء. كنت أعلم أن أفضل طريقة للترويج هي العمل مع أشخاص يصلون إلى جماهير كبيرة، وكنت أدرك أن كل عمل جيد سيؤدي إلى عمل آخر. الآن، أنا راضٍ عن الوضع الحالي ولدي مشاريع وأحلام للمستقبل.
5. ما هي مصادر الإلهام والمعرفة التي تستخدمها لتطوير مهارات تصميم الموضة؟
– بالنسبة لي، يمكن تقسيم تصميم الموضة إلى ثلاثة مكونات رئيسية: الأقمشة، والنمط، والتصميم. كان لدي دائمًا هذه الثلاثة مفاهيم في ذهني. وأحد الأشياء المهمة التي تعلمتها من والدي هي أن “الزي الجيد يجب أن يتماشى مع لون بشرتك ويناسب قوامك”. فيما يتعلق بأزياء الرجال، يعتبر إيطاليا متقدمة بكثير، وهذا أمر يعرفه القطاع بشكل عام. قضاء 3 سنوات هناك قد نمّت بصيرتي بشكل كبير.
6. كيف تصف أسلوب تصميمك في مجال الموضة؟ ما هي العناصر التي تميز تصاميمك عن غيرها؟
– تحت علامة Faruk Saraç، أنا في الواقع مدير التصميم. الأمر المهم هنا هو أن لدى كل علامة تجارية ADN خاص بها. لدينا أسلوب كلاسيكي، وعندما جئت، فكرت في كيفية الإضافة – قررت أن أحتفظ بالأسلوب الكلاسيكي ولكنني قمت بإضافة لمسات جديدة دون تغيير جوهري. ما يميز علامة Faruk Saraç هو الاهتمام بأدق التفاصيل في كل مجموعة. أنا على دراية بأن تراكم خبرة تاريخية لمدة 42 عامًا لا يمكن تحويله إلى قيمة مادية. أنا أثق بورشتي الخاصة بي، حيث يمكنهم تحويل التصميم الذي يراود خيالي إلى نموذج تجريبي حقيقي. عنصر آخر مهم هو نمط الأقمشة لدينا تحت علامة Faruk Saraç. لدينا نمط يتيح مزجًا مثاليًا بين القصة المضبوطة والقصة القياسية، وعادةً ما نرى أن معظم عملائنا يشعرون بالأناقة والراحة عند ارتداء منتجاتنا على مر السنوات.
7. في صناعة الموضة المتطورة بسرعة، كيف تسعى لإضفاء الابتكار والأصالة على تصميماتك لجذب اهتمام الجمهور؟
– خلال السنوات العشر إلى خمسة عشر عامًا الماضية، لم أكن معجبًا بمفهوم “الأزياء السريعة”. استهلاك الملابس بشكل متكرر يزيد من الضغط على البيئة ويجعلنا نطالب دائمًا بمزيد من الملابس. ليس دائمًا من الصحيح إضافة منتج جديد إلى خزانة الملابس بشكل مستمر. بالنسبة لعلامتي التجارية، أحرص دائمًا على عدم إجراء تغييرات كبيرة في كل موسم. إضفاء الأسلوب يتعلق بالتجريب وليس بامتلاك ملابس كثيرة. أعتقد أننا نتميز بشكل كبير في مجال البدل والسموكنج، وأنا مدرك لتقدير الجمهور العام للأعمال التي نقوم بها بعناية وانتقاء.
8. كصانع أزياء، هل لديك رؤية أو استراتيجية لمستقبل مهنتك؟ ما هي أهدافك في المساهمة في صناعة الموضة العالمية وتطوير مهاراتك؟
– في هذا المجال، الأمور تعتمد بشكل كبير على البقاء لفترة طويلة في الصناعة وعدم الاستنزاف بسرعة، بالإضافة إلى السعي المستمر لتطوير الذات. أنا ملتزم بشغفي ورغبتي في التقدم. رؤيتي الكبرى للمستقبل هي أن أقدم علامتي التجارية خارج تركيا وأعرضها في البلدان الرئيسية حول العالم. لدي طموحات وأهداف في تقديم مجموعات تحتوي على تقنيات خياطة جديدة وأقمشة عالية الجودة وتفاصيل مميزة في كل موسم.
9. هل تهدف كمصمم أزياء من خلال أعمالك إلى تأثير إيجابي على المجتمع؟ إذا كان الأمر كذلك، كيف تخطط لتحقيق ذلك في المستقبل؟
– أولًا وقبل كل شيء، أنا دائمًا أقدم النصائح والمعلومات حول ثقافة اللباس وكيفية اللباس بشكل مناسب وفقًا للوقت والمكان والموسم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وخدماتي الخاصة. هناك بعض القواعد الأساسية التي يجب أن تتبعها في أزياء الرجال، وأحاول نشر هذه المعلومات للجمهور عبر قنواتي. بالنسبة للعموم، تعتمد الثقافة الشخصية في مجال الأزياء على العديد من العوامل. لا أقوم بمجهودات كبيرة حاليًا لنشر هذه المعلومات على نطاق واسع، لأنني أرى أن من يرغب بفهم الأمور يمكنه بسهولة التعلم من خلال تطابق أسلوب علامتي التجارية مع ما يفضلونه.
11. كيف يمكن لتراث بلدك الثقافي، سواء من الماضي أو الحاضر، أن يؤثر في تصميماتك الحديثة والمبتكرة؟
– تركيا لديها تاريخ طويل وثقافة غنية، وهذا يمكن أن يكون مصدر إلهام كبير للتصميم. أعتقد أن النجاح في الموضة يتطلب الاحتفاظ بالهوية الثقافية الخاصة بك وفهم كيفية تحديثها بشكل معاصر. على الرغم من أن أوروبا لديها تأثير كبير على مجال الموضة، إلا أنه من المهم أن نحافظ على الهوية الثقافية الفريدة لبلدنا ونضيف إليها لمستنا الخاصة.
12. هل لديك قصة غريبة وراء أغرب مصدر إلهام لأحد تصميماتك؟
– خلال إعداد مجموعة العام الماضي، قررت أن أأخذ في اعتباري تأثير التغير المناخي العالمي على موسم الأزياء. بالنظر إلى أن موسم الصيف يبدأ بشكل أبطأ الآن وأن موسم الشتاء ليس باردًا بما فيه الكفاية، قررت اختيار أقمشة ذات وزن أخف وأكثر مرونة وسهولة في الاستخدام. القصة العامة لهذه المجموعة كانت حول رجل يذهب إلى أي مكان في العالم ويبقى دائمًا مميزًا. بالنسبة للمجموعة الجديدة، أحلم دائمًا بكيفية تمييز هذا الرجل وتجديد مظهره في كل موسم.
13. تُعرف صناعة الموضة بأنها تؤثر بشكل كبير على البيئة. كيف تبذل جهدًا لجعل تصميماتك أكثر استدامة؟
– كما ذكرت في إجابة سابقة، أنا أجنب الاستخدام المتكرر للملابس والتي تسهم في زيادة الضغط على البيئة. فيما يتعلق بعلامتي التجارية، نحاول دائمًا أن نتجنب استخدام البوليستر في منتجاتنا. هذا يعني أننا نبذل جهدًا للحفاظ على البيئة عن طريق تقليل استخدام المواد الصناعية غير المستدامة. وبصفة عامة، من الصعب جدًا تجنب الأثر البيئي في صناعة الموضة، لكننا نسعى دائمًا لاتباع الممارسات الأكثر استدامة وتحفيز الوعي بين عملائنا بأهمية الاستدامة.
14. إذا كنت تستطيع تصميم ملابس لشخصية تاريخية أو خيالية، من ستكون تلك الشخصية وكيف ستقترب من تصميمها؟
– إذا كنت قادرًا على تصميم ملابس لشخصية تاريخية أو خيالية، فإن شخصيتي المفضلة ستكون مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس جمهورية تركيا. لأنه كان واحدًا من أفضل القادة في عصره من حيث الأسلوب والرؤية. بالنسبة للتصميم، سأعتمد على مزيج من الكلاسيكية والحداثة لإبراز شخصيته والتعبير عن تفكيره الرائد.
15. كيف تجد التوازن بين الابتكار والتقاليد في تصميم الموضة؟
– التقاليد هي التراث الذي تركه لك السابقون، ولا أحد يرغب في تجاهله. يجب أن يكون هناك توازن متناغم بين الابتكار والتقاليد لتحقيق التوازن المثالي في تصميم الموضة. على الرغم من أن الابتكار مهم للبقاء حديثًا ومثيرًا في صناعة الموضة، إلا أن الاحترام للتقاليد والهوية الثقافية لبلدك أمر أساسي.
فيما يتعلق بتصميمي، أؤمن بأن هناك توازنًا يجب أن يتمثل في الاحتفاظ بالأصول والتراث الثقافي لتركيا ومزجها بالعناصر الحديثة والمبتكرة. يمكن أن يكون هذا على سبيل المثال في استخدام أقمشة تقليدية بطرق تصنيع حديثة أو في تصميمات تأخذ في الاعتبار الأساليب التقليدية وتقدمها بشكل جديد.
16. إذا كنت قادرًا على تصميم ملابس لفنان أو شخصية مشهورة من تركيا، من ستختار ولماذا؟
– بالفعل، تعاملت مع العديد من الفنانين والمشاهير في مسيرتي، ولا يمكنني اختيار شخصية واحدة فقط. لكن يمكنني أن أقول أنه في تصميم ملابس لأي فنان أو مشهور، يتوجب علي أن أفهم أسلوبهم وشخصيتهم وأن أقدم لهم تصميمًا يعبر عنهم بشكل جيد ويجعلهم يشعرون بالثقة.
18. ما العنصر الذي يميز تصميماتك عن تصميمات المصممين الآخرين؟
– ما يميز علامتي التجارية هو الالتزام بالهوية والجودة. نحن نحاول دائمًا البقاء على نفس السياق الكلاسيكي الذي اشتهرنا به على مر السنوات. إن مواصلة تقديم المنتجات عالية الجودة والتصاميم التي تتميز بالأناقة والأناقة تجعل عملاءنا يشعرون بالارتياح والتميز. لا نسعى لمجرد متابعة الاتجاهات الحالية، بل نهدف إلى إنشاء تصميمات تكون دائمة وتحمل بصمة علامتنا.
19. كيف يمكن للموضة زيادة الفهم والتواصل بين ثقافات متعددة؟
– تلعب الموضة دورًا هامًا في تعزيز الفهم والتواصل بين الثقافات المتعددة. إنها تعزز فضول الناس وتشجعهم على فهم الثقافات الأخرى والتعبير عن تفاوتاتها. عندما نرى تصاميم من جميع أنحاء العالم تتجاوب مع احتياجات وأذواق مختلفة، نتعلم أكثر عن هذه الثقافات ونكتشف التشابهات والاختلافات بيننا. الموضة تخلق لغة مشتركة تسهل التواصل عبر الثقافات وتعزز الفهم المتبادل.
أشكرك على المحادثة الممتعة والأسئلة الرائعة