نقد

التطبيل التركي في الدراما: ظاهرة بارزة وأبعاد متعددة

التطبيل التركي في الدراما: ظاهرة بارزة وأبعاد متعددة

كتبت د/امل عبد العزيز
صاحبه القلم السعيد

في يوم التطبيل العالمي، نستعرض ظاهرة لافتة في الدراما التركية، وهي “التطبيل” أو المبالغة في تجسيد الشخصيات والمشاهد. هذه الظاهرة أصبحت جزءًا لا يتجزأ من العديد من المسلسلات، حيث يتم تضخيم بعض العناصر الدرامية إلى حد يفوق الواقع.

1. النظرة البطولية الخرافية:

كل بطل تركي يمتاز بتلك النظرة الحادة التي توحي بأنه على وشك إنقاذ العالم. هذه النظرة التي تجعل المشاهد يشعر بأن خلفها أسرارًا عظيمة. حتى في المشاهد البسيطة، مثل خروج البطل من السوبرماركت وهو يحمل كيس خضروات، لابد أن يعطينا تلك النظرة التي تبدو وكأنه قد انتهى من معركة شرسة. الجمهور يصفق بحماس مع كل مشهد وكأنهم في جلسة تصفيق جماعية، معبرين عن إعجابهم حتى بأبسط اللحظات.

2. المشاهد التي لا تنتهي: التطبيل للأكشن:

مشاهد الأكشن في الدراما التركية تمتاز بالمبالغة في الحوارات والثقة المطلقة للأبطال. على سبيل المثال، قد تجد البطل جالسًا في مقهى شعبي، يتحدى عدوه بحزم: “اليوم هو آخر يوم لك”. الجمهور ينبهر من الثقة الزائدة ويبدأ في التفاعل بحماس. هذه المشاهد تجعل المشاهدين يشعرون وكأنهم أمام بطل خارق لا يقهر، رغم أن السيناريو قد يكون بعيدًا عن الواقع.

3. البطل الذي يحل كل شيء بيديه:

من الظواهر المتكررة أيضًا، هو البطل الذي يحل جميع المشاكل مهما كانت معقدة. سواء كانت أزمة سياسية، أو مشكلة عائلية، أو حتى مواجهة مع عصابة مسلحة، البطل يكون هو الحل لكل هذه التحديات. والجمهور بدوره يتفاعل مع كل إنجاز، معبرين عن إعجابهم وكأنهم يشاهدون شخصية عالمية تحل مشاكل الأمم.

4. نظريات المؤامرة والدولة العميقة:

في بعض المسلسلات التركية، يكون البطل على دراية بجميع الأسرار العالمية والمؤامرات الدولية. وكما هو الحال، لا يخلو أي مشهد من تطبيل الجمهور للبطل الذي يكشف المؤامرات لوحده. حتى عند لحظات التأمل والهدوء، يتحول البطل إلى مفكر عظيم، والجمهور يعبر عن إعجابه بتلك العبقرية المزعومة.

5. البطولات الذكورية:

غالبًا ما تكون البطولات في الدراما التركية ذكورية بشكل كامل، حيث يقوم البطل بأداء كل المهام البطولية، بينما البطلة تلعب دور المساندة والمتفرجة التي تفتخر بإنجازاته. المشاهد تعكس صورة الرجل القوي الذي يقهر الأعداء، بينما الجمهور لا يتوقف عن التطبيل له في كل خطوة.

♦️الخلاصة:

التطبيل التركي في الدراما يعد ظاهرة فنية يتفاعل معها الجمهور بشكل مبالغ فيه، مما يخلق جواً من الإعجاب المفرط بالأبطال والمشاهد. ومع ذلك، يظل هذا التوجه يساهم في تشكيل تجربة مشاهدة تجمع بين المتعة والإبهار، رغم كونها في بعض الأحيان بعيدة عن الواقعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى