الرئيس أردوغان ينتقد المسلسلات التلفزيونية: استهداف الهوية والقيم الدينية
الرئيس أردوغان ينتقد المسلسلات التلفزيونية: استهداف الهوية والقيم الدينية
كتبت د/امل عبد العزيز
صاحبه القلم السعيد
خلال حديثه في مؤتمر الشؤون الدينية الاستشاري في أنقرة، أطلق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انتقادات لاذعة لصناعة المسلسلات التلفزيونية في تركيا، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال تستهدف القيم الدينية وتحاول طمس الهوية الثقافية. جاءت تصريحاته في ظل تصاعد الجدل حول محتوى بعض المسلسلات التي أثارت اعتراضات من الجماعات المحافظة والمجتمعات الدينية في البلاد.
♦️أردوغان: “المسلسلات تستهدف قيمنا الدينية”
في كلمته، أشار أردوغان إلى أن العديد من المسلسلات التلفزيونية أصبحت وسيلة لاغتيال سمعة المواطنين الذين يلتزمون بالمظاهر الدينية مثل اللحى، العمائم، الحجاب، والجلباب. وأكد أن هذه الأعمال لا تقتصر على الترفيه فقط، بل تحمل رسائل تهدف إلى التأثير على الهوية الدينية والثقافية للمجتمع.
♦️الغرامات المالية تلاحق المسلسلات المثيرة للجدل
ليست هذه المرة الأولى التي تواجه فيها المسلسلات التركية انتقادات بسبب محتواها. هيئة الرقابة على الإذاعة والتلفزيون (RTUK) فرضت مؤخرًا غرامات مالية على مسلسلي “شراب التوت” الذي يُعرض على قناة شوتيفي و”البراعم الحمراء” الذي يُعرض على قناة ناو، بعد تلقيها شكاوى من المجتمعات المتدينة. الغرامات جاءت نتيجة لمشاهد وُصفت بأنها لا تتماشى مع القيم الأخلاقية والدينية.
♦️”الأزقة الخلفية” يشعل الجدل حول إساءة معاملة الأطفال
أثار مسلسل “الأزقة الخلفية” جدلًا واسعًا هذا الأسبوع بعد مناقشته قضية إساءة معاملة الأطفال في طائفة دينية. الأمر الذي دفع الجماعات الدينية إلى إطلاق حملة تُطالب بوقف عرض المسلسل. رئيس هيئة الرقابة أصدر بيانًا أكد فيه أن الهيئة لا تسمح أبدًا بأي مشاهد قد تُسيء للإسلام أو تشوه صورة القيم الدينية، خصوصًا في الإنتاجات الدرامية التي تُعرض على التلفزيون.
♦️الدراما التركية بين الترفيه والانتقادات
تواجه صناعة المسلسلات التركية تحديات متزايدة بسبب الضغوط الاجتماعية والدينية. وبينما تعتبر هذه المسلسلات عنصرًا رئيسيًا في تصدير الثقافة التركية عالميًا، يرى البعض أنها تحتاج إلى مزيد من المراقبة لضمان احترامها للقيم الدينية والثقافية.
تصريحات الرئيس أردوغان وتسليط الضوء على المسلسلات التلفزيونية يعكسان التوتر المتزايد بين حرية التعبير والالتزام بالقيم الدينية في تركيا. في ظل استمرار الجدل، يبقى السؤال: كيف يمكن تحقيق توازن بين إنتاج أعمال درامية مميزة وحماية الهوية الثقافية والدينية للمجتمع التركي؟