الفصل الحادي عشر من “حبي المتمرد”: كشف الأسرار وتعقيد العلاقات
بلقم/أسماء النادي
في عالم الكتابه حيث تتشابك العلاقات وتتصاعد التوترات، يأتي الفصل الحادي عشر من الروايه الشهيره “حبي المتمرد” ليقدم للقارئ جرعة مكثفة من المشاعر المتناقضة بين الحب، الخوف، والشك. في هذا الفصل، نغوص في أعماق شخصية خليل ونكتشف الصراعات الداخلية التي تعصف به نتيجة لأحداث ماضية غامضة تكتشفها زينب.
♦️ الغضب والشك: بداية رحلة البحث عن الحقيقة
ما أن خرجت زينب من غرفة المكتب حتي إكتسي وجه خليل بمشاعر هي خليط من الغضب والشك والكثير من الخوف
هذا الخوف الذي أجاد إخفائه عن زينب حتي يتأكد من كلامها.
فمن تحدثت زينب عنها هي خالته تلك التي وإن لم تحل محل أمه إلا أن مكانتها بداخله كبيرة..خالته التي تركت عالمها ورائها وأتت للإعتناء به وبأخته بعد وفاة أمه وأبوه
هي من حقنت بجوارحه بغضه وكرهه لعائلة أصلانلي
هي من وجهته دائماً للإنتقام من زينب وأمها جرّاء ما فعلوه في أمه
هز رأسه ليخرج من أفكاره وقال لنفسه : بالتأكيد هناك خطأ ما من غير الممكن وجود صلة بين خالتي وبين عمر أصلانلي.
صمت قليلاً ثم استطرد قائلاً بشك : ولكنها لم تتحدث مسبقاً عن حياتها قبل أن تأتي للبلدة وأمي كانت دائماً تتجنب الحديث عنها
حتي في زياراتها المعدودة لنا في منزلنا كانت دائماً ما تختلف مع أمي.
أسند كلتا يديه علي مكتبه وقال مضيفاً : يجب أن أتحري عن الأمر
أمسك هاتفه وإتصل بإيران قائلاً : مرحباً إيران أريد منك أمراً بالغ السرية والأهمية معاًمساءاً
♦️ليلة غير متوقعة: زينب وسلمي وسط مفاجآت القدر
كانت زينب برفقة جدتها تطمئن لخلودها للنوم فتحت سلمي الباب بإندفاع وهي تقول بصوت عالٍ : زينب أين أنت؟
قامت زينب إليها بإرتياع وقالت : ماذا حدث أختي هل أنتِ بخير؟
قالت سلمي بمنتهي السعادة والفرح : أجل أنا بخير وأطير أيضاً من السعادة
قالت لها زينب : اخفضِ صوتك قليلاً لقد نامت جدتي للتو هيا بنا إلي الحديقة لأري سبب هذه السعادة التي تقفز من وجهك
نزلا للحديقة ووقفا متقابلتين فقالت سلمي بحماس : هل أنتِ مستعدة؟
زينب : أجل أختي هيا أخبريني لقد أثرتِ فضولي
قالت سلمي بسعادة وحالمية : تعرفين أني ذهبت لأقابل إيران..لقد طلب مني الزواج زينب وانظري إلي الخاتم.
رفعت أمام زينب خاتم ألماسي رقيق يزين بنصرها وأكلمت : لقد وافقت يا زينب
إحتضنتها زينب قائلة بسعادة : يا إلهي يا سلمي إن هذا لخبر رائع حبيبتي لقد سعدت لكِ كثيراً أختي.
كانت السعادة تنضح من صوت سلمي وهي تقول : لقد أحضرني للمنزل وذهب ليخبر السيد خليل قال إنه صديقه الوحيد ويجب أن يكون أول من يعلم وجئت أنا لإحضارك.
شردت زينب بذكرياتها لذكري مماثلة لما يحدث الأن.
و كيف تقدّم لها خليل وكيف جلس علي ركبتيه وقدم لها خاتم مازالت تحتفظ به حتي وإن لم ترتديه أفتر ثغرها عن إبتسامة حالمية وهي تري سعادة أختي وتقول : أتمني حبيبتي أن تحصلي علي السعادة التي تستحقيها وأن لا تشوب أيامك شائبة حزن
إلتفتا علي الصوت القادم من جهة المكتب ووجدا خليل وإيران قادمين وكلاهما يمزح مع الأخر وما أن رأي كلاً منهما امرأته حتي صمتا.
كانت سلمي تنظر لإيران بسعادة وحبور وهو يبادلها النظر وكأنها أكبر إنتصاراته لدرجة أنها خجلت من نظراته وأخفضت نظرها للأرض في خفر وحياء.
في حين أن خليل نظراته كانت تخبر زينب بأنه أيضاً تذكر يومهم الخاص وليلة الأحلام التي قضاها بأحضان بعضهما البعض
أسبلت زينب أهدابها وإنتظرت قدوم إيران لتهنئته قائلة وهي تصافحه : تهاني الحارة لك إيران أتمني لكما سعادة دائمة لا تزول
قال إيران وهو ينقل نظره بينها وبين خليل الذي وقف ينظر لها بصمت : وأنتِ أيضاً زينب فأنت تستحقين الأفضل
هنا تكلم خليل موجهاً كلامه لسلمي وهو يمد يده ليصافحها : تهاني لك سلمي أتمني لكما السعادة
قالت سلمي : شكراً لك سيد خليل
قال خليل بمرح : لا أظن أن كلمة سيد مناسبة لعلاقتنا الأن فأنا سأكون بمثابة أخو زوجك كما أنني زوج أختك لذا أعتقد أن كلمة أخي أو خليل ستكون أكثر من مناسبة
نظرت له سلمي وقالت بغبطة : حسناً أخي
هنا قال خليل بعاطفية وهو يفتح له ذراعيها : تعالي إلي هنا
إحتضنها وربت علي كتفيها وقال لها : إذا فكّر هذا الرجل يوماً بمضايقتك ليس عليك سوي مهاتفتي وغمز لها
فقال إيران يدعي الصدمة : يا إلهي في أي جانب أنت يا خليل!
قال خليل وهو يضحك : أنا بجانب أخت زوجتي يا رجل ماذا ظننت!
عند تلك النقطة إستأذنت زينب من الجميع بسرعة بحجة الذهاب للإطمئنان علي الجدة حتي تخفي دموعها التي بدأت بالتجمع في مقلتيها ولم تلحظ عينا النسر التي تترصدها
وما أن تحركت للداخل حتي إعتذر خليل من سلمي وإيران وتركهما يتحدثان بمفردهما
♦️مواجهة بين الماضي والحاضر: زينب وخليل في مواجهة الحقيقية
لم تكد زينب تدخل لغرفتها المشتركة مع خليل وتغلق الباب حتي وجدت الباب يفتح ووجدت نفسها تقف بمواجهة خليل الذي قال لها بإهتمام : ماذا حدث هل أنتِ بخير؟
حاولت زينب مداراة وجهها وقالت : أجل بخير
أمسك خليل ذقنها ورفع وجهها إليه فهاله رؤية كل هذا الألم الصارخ بعيونها
فقال لها بحنو وصوت خافت : ما الذي يبكيكِ يا ملاكي؟ أخبريني وأعدك أني سأقتل لأجل إسعادك
نظرت له زينب بعيونها الواسعة المغرورقة بالدموع وقالت : كيف لك أن تكون دائي ودوائي؟
كيف تكون أنت سبب علتي وطبيبي؟
قال لها خليل يرجوها : أرجوكِ زينب فلتغفري لي ذلتي وخطأي..ألم تكوني أنتِ دائماً الشخص الأسبق بالمغفرة؟
ألم تكوني دائماً صاحبة القلب الأكثر مسامحة ؟
ألم تقولي لي ذات مرة أنك حتي لو آذاك شخص قريب منكِ حتي لو أحزنك وحتي لو غضبتِ منه إلا أنك ستسامحيه يوماً ما!!
قالت زينب من وسط بكائها وهي تلكمه في صدره وتدفعه عنها غير أنه لم يتزحزح من مكانه قيد أنملة : لم يكن قلبي الضحية حينما تغنيت بتلك الكلمات والأن وأنا أموت من الحنين لك وشوقي لذكرياتنا معاً ينهشني إلا أني مكبلة…مكبلة بجراحي منك وبكذبك عليّ .
من يراني سيظن أني أبكي غيرة من أختي التي أحمد الله أنها وجدت أخيراً سعادتها إلا أني أبكي حبي وقلبي المتألم
توقفت عن بكائها تنهت وهي تنظر له وقواها تخور : والأن أبكيك وأبكي ضعف قلبي الذي يرقص كالطير الذبيح كلما رأيتك.
لولا أنه ممسك بها لإرتطمت علي الأرض فاحتضنها وهي ترتعش من بكائها وظل يهدأها حتي رفعها إلي صدره كالطفل الصغير : ووضعها في فراشها وهو يهدهدها حتي غطّت في النوم ولم تشعر بدموعه التي تساقطت أمطاراً حزناً وقهراً علي ما أوصلها له وتعنيفاً لنفسه لكونه المتسبب بحالتها تلك.
ظل بجانبها يتأمل قسماتها ويربت عليها حتي بدأ إنبلاج الصبح فتركها وذهب لمكتبه ينتظر إتصالاً هاتفياً من إيران
♦️ذكريات الليلة الماضية
بعد عدة ساعات إستيقظت زينب تحاول تذكر متي دخلت فراشها أمس وحينما عادت إليها ذكريات الليلة السابقة حتي أنبت نفسها قائلة : لماذا زينب إنهرتِ أمامه هكذا !
لما تعري روحك أمامه بهذا القدر !
ألم يكفيكِ ذلاً !
نهضت من فراشها وإغتسلت وإرتدت بنطالاً من الچينز الأزرق وقميصاً بأكمام قصيرة أحمر اللون كان يناقض بياض بشرتها الناصعة وإستخدمت بعض مستحضرات التجميل حتي تداري آثار بكائها المخزي ليلة أمس وتركت شعرها طليقاً وقالت وهي تبث نفسها بعض الثقة : سأتعامل كأن شيئاً لم يكن وهو لن يحبذ إحراجي بالتأكيد.
لا داعي
♦️ العروس المنتظر
حينما نزلت للأسفل وجدت سلمي تنتظرها بقلق فقالت لها : صباح الخير لعروسنا المنتظرة
قالت سلمي بتوتر : أي عروس يا زينب إن إيران والسيد خليل يتحدثان مع أمي بالملحق وأنا سأنهار من القلق والترقب
قالت زينب بإستغراب : وما دخل خليل بالأمر؟
سلمي: قال إيران إن خليل بمثابة عائلته الوحيدة ويجب أن يكون متواجد في هذا الأمر
قالت زينب محاول أن تبثها الطمأنينة : بما أن خليل داخل هذا الأمر فلا داعي للقلق أنت تعلمين أن أمي تجله وتحترمه ووقوفه بجانب إيران سيزيد من دعم موقفه لا تقلقي حبيبتي…دعينا نذهب لهم الأن علّهم أنهو حديثهم.
ذهبتا الفتاتان للملحق لتجدا أمهما تفتح الباب وتصطحب الرجلان للخارج وخليل يقول لها : كما إتفقنا سيدة تولاي سندع العروسان يقرران كيف يريدان حفل الخطبة وسيتم كل شئ كما يليق بك وبعائلتك
قالت تولاي : أشكرك سيد خليل أدعو الله أن يسير الأمر علي ما يرام
هنا وصلت الفتاتان لهما وقالت زينب بسعادة وهي تنظر لأختها مشجعة : هل نقوم بإخبار جدتي؟
قالت الأم : بإمكانكما إخبار الجميع
نظرت سلمي بلهفة لإيران المتوتر وقالت له : دعنا نذهب لنقبل يد جدتي ونأخذ مباركتها
وإنصرفا تاركين زينب وتولاي مع خليل الذي وجه كلامه لزينب قائلاً : زينب أريد أن أتحدث معك بأمر مهم في المكتب
قالت له زينب : حسناً إذهب وأنا سألحق بك سأقول لأمي شيئاً أولاً
هز رأسه ونظر للسيدة تولاي وقال : لو لم يكن إيران شخص أثق به وأأتمنه علي عمري لما أمنته سلمي فهي من عائلتي سيدة تولاي صدقيني أنتِ تضعِ ثقتك بالشخص المناسب
هزت تولاي رأسها موافقة وإستأذن خليل.
♦️ اعتراف تولاي بخطأها
دخلت تولاي الملحق وزينب تلحقها وما أن أغلقت الباب حتي إحتضنت أمها قائلة : أشكركِ جزيل الشكر أمي لأنك وافقت علي خطوبة سلمي وإيران
قالت تولاي : أنا لا يهمني سوي سعادة سلمي وإختيارها الشخص المناسب لها ولكونها من عائلة عريقة كعائلتنا حتي عندما حاولت إحياء علاقتها بفياض لم أظنه بتلك الحقارة ظننته من عائلة محترمة وشخص تلقي حسن التربية لكنّي كنت مخطئة وحينما تكلم معي السيد خليل بذلك الصدق والتأييد لإيران حسبته علي خير وأعطيتهم موافقتي
قالت زينب وهي تشد علي يد أمها : حسناً فعلت أمي إيران شخص أكثر من رائع ويحب سلمي بجنون
قالت الأم : أتمني لهما السعادة وراحة البال
♦️تحري خليل عن القلاده
كان خليل في غرفة مكتبه حينما سمع طرقاً خفيفاً عرف صاحبته فقال : تفضلي
دخلت زينب وهي تسمع وجيب قلبها خوفاً من أن يحرجها ويذكرها بليلة أمس
إلا أنا رفعت عينيها حينما قال بجدية : إجلسي زينب هناك أمر متعلق بخالتي يجب أن نتحدث به
قالت زينب : ظننتك ستتحري عن الأمر وستتجاهل إخباري
نظر لها برفق وقال : كان هذا مرجح حدوثه في الماضي لكن الأن أنا أحاول بناء علاقة جديدة معك أساسها الثقة المتبادلة وكما وثقت بي وأخبرتني بأمر القلادة سأخبرك بما توصلت إليه
نظرت له زينب كأنها تتعرف علي شخص جديد تماماً عن ذلك الذي كان يقصيها دائماً عن أي حدث وقالت له : ممتنة لتلك البادرة اللطيفة…الأن أخبرني ما الذي توصلت له
قال خليل : حينما أخبرتني بأمر القلادة أثرت بداخلي الشكوك لحياة خالتي قبل وفاة أمي ومجيئها للعيش معنا قديماً
فطلبت من إيران أن يتحري عنها في بلدتها القديمة لعل وعسي يعثر علي أحد أصدقائها أو معارفها القدامي وقد كان لقد عثر إيران علي إحدي صديقاتها إمرأة تُدعي سيبيل وقد أخبرها وقد أخبرها إيران أنه يبحث عن سونجول لأن أحد أقاربها قد توفي ولها ميراث منه وأخذ منها معاد حتي أقابلها وسأحاول معرفة أي شئ عن حياتها قبل وفاة أمي وأبي.
هتفت زينب : سأذهب معك أليس كذلك؟
قال لها : إذا أردت
قامت بلهفة : حسنا إذا أنا جاهزة
نظر لها وقال : حسناً أحضري حقيبتك وسترة ثقيلة حتي إذا عدنا في المساء لا تصابي بالبرد
قالت بحماس الأطفال : لن أتأخر
بعد أن خرجت وأغلقت الباب خلفها قال خليل لنفسه بتخوف : الأن سنذهب في رحلة لكشف الحقائق….كم أتمني أن تكون شكوكي وزينب خاطئة.