روايه حبي المتمرد / أسماء النادي

الفصل الخامس من “حبي المتمرد” بقلم أسماء النادي

♦️مقدمة مثيرة: بداية جديدة ومشاعر متباينة

في صباح اليوم التالي تململت زينب في السرير لتفتح عينيها وينتابها شعور بالدفئ مازالت تتذكره من تلك الليلة حينما نامت وخليل يحتضنها في ليلتهم الوحيدة التي قضوها كزوجين حقيقين

♦️الصراع الداخلي والاحتجاب العاطفي

عند ذكر خليل حاولت التحرك إلا أن شيئاً ثقيلاً منع حركتها وإذا بها تجد يد خليل تحيط بيها من خصرها وتمنعها الحركة وفجأة سمعت صوته الناعس يقول : توقفي قليلاً دعيني أحتفظ بالمزيد من رائحتك ودفئك
قامت بهلع تحاول النهوض من السريع وهي تقول : في حياتي لم أري من هو أوقح منك..كيف تنام بجانبي هكذا!!
قال خليل بعد أن أطلق سراحها ووضع ذراعيه خلف رأسه : في الواقع لم أجد أي مانع!
إنكِ زوجتي المصون كما أن هذا سريري لذلك لم أجد ما يمنعني من النوم بجوار زوجتي في فراشنا!
كانت زينب ترتعش من رأسها لأخمص قدميها ليس فقط من الغضب وليس خوفاً من أن يكون قد إكتشف حملها إنما ترتعش من قوة مشاعرها التي تصرخ بداخلها أن ترمي كل ما حدث بعرض الحائط وتستمتع بحضن زوجها حبيبها
كان خليل يراقب سكناتها وعينيه تتأمل كل تفاصيلها بمنتهي البطئ بداية من شعرها الغير مرتب من النوم مروراً بعينيها الياقوتيتين ثم بشفتيها المكتظة اللاتي تدعوانه ليأخذهما قسراً في التو واللحظة ثم ما هذا!!!
ما هذ الذي ترتديه!! هل جنّت تلك الفتاة!
ما تلك التنورة القصيرة الضيقة وما هذا القميص القطني الذي يلتصق بجسدها كيف لها أن تخرج هكذا وتذهب للعمل أيضاً مع من!
مع چينيك!
عند تلك النقطة هب من الفراش وإقترب منها بحذر الأمر الذي جعلها تتراجع للوراء بخوف
ظلت تتراجع حتي إرتطم ظهرها بخزينة الملابس فوضع خليل يديه علي الحائط بجانب رأسها وقال لها : هل إزداد وزنك؟
صدمت زينب من فجاجة سؤاله وقالت له : أي رجل أنت تسأل إمرأة عن وزنها!!
ثم ما دخلك إزداد وزني أم لا هذا شئ يخصني وحدي
قرب وجهه من وجهها حتي أصبحت رائحة جسده عالقة بأنفها الأمر الذي يزيد من ضعفها وقال بهمس شقي : أنا أحفظ كل شبر في هذا الجسد عن ظهر قلب
ولا أخفيكِ سراً حينما أقول أني أتلظي بنار الشوق لكِ في كل ليلة لذا حينما أقول إزداد وزنك فأنا أكون متأكد
بلعت زينب ريقها وحاولت السيطرة علي وجيب قلبها الذي يئن من شوقه لهذا المتسلط الوقح وحاولت دفعه بعيداً لكن هيهات الأمر كفراشة تحاول تحريك جبل من مكانه وقالت: لم أعلم أنك بتلك الوقاحة حقاً من قبل!
ضحك بسخرية مريرة وقال : كيف لكِ أن تعلمي زوجتي العزيزة وقد تركتني نائماً في فراشنا في الصباح التالي لزواجنا
رفعت زينب حاجبيها وقالت : هل تلومني!
إنك حقاً غير معقول وأنا حقاً لا أستطيع الإنشغال معك من فضلك إبتعد قليلاً حتي نستطيع التحدث بشكل حضاري
ضحك خليل بمشاكسة وقال : وهل هناك حضارة أكثر من وضعنا الحالي؛
وجد الشرر يتطاير من عينيها فابتعد عنها و قال : حسناً حسناً أعتذر عن أي شئ تريدين التحدث؟

♦️تغير خطط العودة الي المزرعه شروط جديده وتحديات

إبتعدت زينب عنه ومشت بإتجاه الأريكة لعلها تهدئ من نفسها وجلست وقالت : أنا موافقة علي العودة للمزرعة للعناية بجدتي
خليل بهدوء : حسناً فعلتِ
رفعت زينب عينيها له فإستغربت من ردة فعله الهادئة فإغتاظت وقالت : ولكن لدي شروط
قال خليل : أي شئ مادمتِ ستبقين تحت سقف بيتي فهو مجاب من قبل أن أعرف
زينب: ومع ذلك أفضل أن تعرف شروطي
عودتي للمزرعة لا علاقة لها بك بتاتاً ولن تكون
سأكون في غرفة جدتي حين أتواجد بالبيت وأتمني منك ألا نتقابل صدفة حتي
وعملي سأواظبه لن يتغير شئ بعودتي
قال خليل في سره: لا عزيزتي سيتغير الكثير ولكن لنري
زينب : هل تسمعني؟
خليل: أجل أسمعك وكما أخبرتك منذ قليل كل شروطك مجابة
صمت قليلاً ثم قال : إذن إذا كنتِ مستعدة هيا لنذهب ونحضر والدتك وأختك والأغراض اللازمة
هبت زينب قائلة : لا ليس الأن سأذهب لأخبرهم أولاً…وسأذهب بمفردي

♦️الانتقال الي المزرعه التحديات والضغوط العائليه

مساءاً في البيت تجلس تحاول إنتقاء كلماتها بهدوء لتخبر السيدة تولاي وميرڤي عن عودتهم للمزرعة وما أن همت بالكلام حتي بادرتها السيدة تولاي قائلة : ماذا حدث بينك وبين السيد خليل يا إبنتي؟
هل جدتك بخير؟
زينب بتردد : في الواقع لا يا أمي هي ليست بخير وحالتها تتدهور كثيراً وبعد التفكير العميق توصلت إلي أن…
قاطعتها ميرڤي بفرحة: هل تعنين أننا سنذهب للمزرعة؟
لم تتعجب زينب من ردة فعلها فهي تعرف تمام المعرفة أن ميرڤي لم تكن معجبة بإنتقالهم إلي هذا البيت

في الأيام التالية كان الإنتقال في منتهي السلاسة لسببين

🩸الأول كان لضئالة أغراضهم فلقد كان البيت الذي شغلوه مجهز بالأغراض اللازمة
🩸والسبب الثاني كان أن خليل تولي كل شئ بمساعدة إيران وهي لم تجد أي داعي لمجادلته أو معارضته

♦️الاستجابة الغير متوقعه والتحديات العاطفيه

بعد أن إستقروا بالمزرعة ووضعت زينب أغراضها في غرفة الجدة التي تولتها فرحة عارمة حينما إستيقظت ورأتها وقالت :زينب حفيدتي الجميلة ذات العيون الزرقاء ماذا بكِ حبيبتي؟ هذا الحزن الدفين بأعماق عيونك هل هناك مشكلة بينك وبين زوجك؟
حاولت زينب رسم إبتسامة هزيلة علي وجهها وقالت : لا بالطبع يا سلطانتي نحن علي وفاق تام لا تقلقي
الجدة : إذن لماذا وضعت أغراضك بغرفتي!
أنا لا أريدك معي أريد سلمي أنا تنام بجانبي وأنت هيا إلي غرفة زوجك
قالت زينب تحاول تهدئة وتيرة جدتها المتصاعدة : رويدك يا جدتي هل مللتِ منّي سريعاً لقد حزنت حقاً دعيني معكِ كما الأيام الخوالي

قامت الجدة بإتجاه باب الغرفة وهي تقول : لماذا لا تفهمين ما أقول لا أريدك بغرفتي أريد سلمي يكفيني وجودك معي بالمزرعة
وفتحت باب الغرفة سريعاً وندهت بصوت عالِ: أين أنت يا صهري لماذا تترك زوجتك معي بالغرفة!
سمعها خليل من غرفته فخرج لها وداخله يرقص طرباً ويود لو يقبّل يد السيدة زمرد علي كلامها الذي يصب في مصلحته صباً ولكن إرتدي قناعه الهادئ وقال : ماذا هناك سيدة زمرد هل حدث شئ؟
لحقت زينب بجدتها وحاولت الإجابة بدلاً منها وقالت : لا شئ لا تهتم فـ
قاطعتها الجدة وقالت : أجل هناك أمر يزعجني لماذا تنام زوجتك بغرفتي من فضلك قم بنقل أشيائها لغرفتكم أنا لا أريدها معي يكفيني وجودها في المزرعة
زينب بمحايلة : أرجوكِ جدتي لقد إشتقت إليكِ كثيراً دعيني أنام الليلة بجانبك وغدا سوف نتحدث مرة ثانية بهذا الأمر
قالت الجدة بتعنت : لا يمكن زينب لا يمكن مكانك بجانب زوجك وإلتفتت إلي خليل قائلة وهي تجذبه من ذراعه : هيا يا بني تعالي وخذ أغراض زوجتك وضعها بغرفتك
نظر خليل لزينب كأنه مغلوب علي أمره فرشقته بنظرة شرسة قبل أن تلحقهما للغرفة
جالسة علي الأريكة في غرفة خليل وهوا واقف بجانب حقائبها ينتظر منها أي رد فعل علي قرار السيدة زمرد الذي قلب الموازين رأساً علي عقب
فجأة نظرت له وقالت بشراسة : لا تظن أن هذا سيغير أي شئ…أي شئ علي الإطلاق
نظر لها بدون أي ردة فعل وقال: أنا سأنام علي الأريكة يمكنك الإستمتاع بالسرير بمفردك
وخرج من الغرفة تاركها بمفردها وهي تستوعب كيف إستسلم بسهولة ولم يحاول حتي أن يشاكسها
في تلك الأثناء كان خليل يزرع الحديقة مجيئة وذهاباً علّه يستطيع إطفاء تلك النار التي شبت في أوصاله منذ أن دخلت غرفته هي وأغراضها
لا يصدق أن الحلم الذي يؤرقه كل ليلة أصبح واقعاً بين يديه
يحاول من تخفيف وطأة مشاعره حتي يتعامل معها بحكمة وإتزان فهي منذ آخر مواجهة بينهم وهي تشبه القطة الجالسة فوق صفيح ساخن
لقد فقد ثقتها وإيمانها الأعمي به ما زال أمامه طريق طويل حتي يستعيد زينب التي خطفت لُبه وأطفئت نار الإنتقام بقلبه

♦️الخاتمة: صراع داخلي وتطلعات مستقبلية

الفصل الخامس من “حبي المتمرد” يكشف عن الصراعات الداخلية للشخصيات وتحديات التكيف مع الوضع الجديد. بينما يحاول خليل التعامل مع مشاعره المتضاربة، تسعى زينب للتعامل مع الضغوط العائلية وتحديات الحياة الزوجية. سيكون هذا الفصل نقطة تحول رئيسية في تطور الشخصيات وعلاقتهم، مما يجعلنا نتساءل عن كيفية تطور الأحداث في الفصول القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى