الفصل السادس من رواية حبي المتمرد بقلم /أسماء النادي
سنتناول أبرز الأحداث التي شهدتها الحلقة وما تحمله من تطورات مؤثرة في علاقة "خليل" و"زينب".
في الفصل السادس من الجزء الأول من المسلسل الرومانسي المشوق “حبي المتمرد”، تأخذ الأحداث منحى دراميًا متصاعدًا حيث تكشف الكاتبه عن تصاعد التوتر بين الشخصيات الرئيسية.
♦️ التوتر يتصاعد: دخول خليل إلى غرفته
يدخل غرفته بعد أن تمالك أعصابه أخيراً ولكن هيهات الأمر أصبح كاللعب بالنيران حتماً ستحترق
وجدها غارقة في فراشه الكبير الذي يتعارض سواد شراشفه مع بياضها اللؤلؤي وتترك العنان للخيوط البندقية ذات رائحة اللاڤندر التي تسحره حتي الأن وترتدي منامتها ذات اللون الليلكي ما يزيد من شعوره بالسخونة في أوصاله…فهو لم يسبق له أن رآي حبيبته بهذه الأريحية وأين! في فراشه
وقف مشدوهاً يتأملها ونفسه تحدثه: كيف إستطعت فعل ذلك بهذا الملاك البرئ!
لكن كنت من الغباء والغرور لدرجة أن تعمي عن رؤية برائتها
لقد كنت كبيراً للغاية لديها وكان الأمر سينتهي بعتاب بسيط لو كنت قد بادرت وأخبرتها
عند هذه الجزئية تحرك بإتجاه الأريكة ليتمدد عليها وإستطرد قائلاً : فقط لو أستطيع معرفة من أخبرها وأفسد علينا سعادتنا
ولكن هل سيشكل فرق إذا عرفت من فعلها خليل فرات! النهاية ستكون كما هي لقد فقدت معشوقتك التي آمنت بك وأخرجتك من غياهب الإنتقام إلي أنوار الحياة.
♦️الكوابيس تطارد زينب: ألم الماضي يعود ليطاردها
همهمة صدرت من زينب قطعت عليه أفكاره فاقترب ليسمعها بوضوح فإذا بها تحلم ولكن يبدوا أنه كابوس فهي تنتفض وكأنها تقاوم شيئاً ما سمعها تقول : لا ألبير لا تفعل أستحلفك بالله ألا تفعل
فصُعق خليل وإرتد للخلف : يا إلهي أمازالت تعاني من هذا الأمر!!!
إقترب منها قائلاً بصوت خافت يملس علي شعرها برفق: إهدئي ملاكي الجميل لقد مر وإنتهي أنت بخير الأن
أنا بجانبك ولن أترككِ أبداً
لدهشته وجدها تبتسم وهي تسترخي وتعود للنوم مجدداً
حينما لم يستطع البقاء في الغرفة أكثر فخرج علّه يجد مكان يتسع لكل ما يعتمل بداخله
♦️جولهان تدخل الصورة: محاولة للتخفيف عن خليل
رأته أخته جولهان من نافذة غرفتها يذرع الحديقة جيئة وذهاباً كالمحموم فإرتدت إزارها وذهبت علّها تخفف عنه قليلاً
وقفت ورائه وقالت : يبدو أن النوم يجافيك أخي العزيز
إلتفت لها وقال : لا تسألي أختي فأنا حقاً لا أستطيع التفكير بشكل منطقي
جولهان بحنو ولين : ماذا بك عزيزي أخبرني فربما تجد عندي الحل
خليل بصوت مكتوم : هل تعلمين أن زينب تري ألبير في كوابيسها يا أختي!
وضعت جولهان يدها علي فمها من الصدمة وقالت : يا إلهي المسكينة لابد أنها لم تتخطي ما حدث بعد!!
خليل بغضب تتزايد وتيرته : كيف لم ألحظ!
كيف غفلت عن الإشارات! بل في الأصل كيف صدقت كذبتها السخيفة عن أنها لا تحبني في حين أن عيونها كانت تصرخ طلباً لنجدتي!!
كيف جرحتها وأهنتها بكلامي الجارح لأواري عن غضبي ولم أري ما يعتمل بداخلها!!
لقد كانت علي إستعداد لتضحي بروحها لأجلي لأجل حياتي….لأجل الرجل الذي دمّر عائلتها وأذلهم
أيّ رجل حقير هو أخوكِ يا جولهان!
تربت جولهان علي كتفه وتقول برزانة : لن أقول لك كلامي المكرر عن أنك لم تعرف بأمر برائتها أو أن ذلك الحقير ألبير أحكم قبضته علي الجميع ولكن ما سأقوله هو أن زينب الأن بحاجة لأن تعيد لها الثقة بكِ مجدداً وتعيد لها إحساسها بالأمان المطلق بجانبك كما إعتادت..الأمر الذي لن يكون يسيراً حتي لا أخدعك ولكني واثقة أنك ستبذل قصاري جهدك لتستعيد زوجتك تحت جناحك ثانية
هدأ خليل قليلاً وقال لها : معكِ حق أختي
هيا عزيزتي إصعدي للنوم وأنا سأذهب بعد قليل
جولهان: ليلة سعيدة أخي الحنون
♦️الصباح الجديد: زينب تستعيد بعض الراحة
إستيقظت زينب صباحاً وهي تشعر براحة قد نسيتها منذ زمن بعيد
تمطت بكسل وفتحت عينها فجأة تذكرت أين هي فاعتدلت بسرعة تبحث عن خليل الذي رأته نائماً علي الأريكة بدون وسادة واضعاً يده تحت رأسه
إقتربت منه علي أطراف أصابعها ووقفت تتأمله
قالت بخفوت: يا إلهي إنه حتي أثناء نومه لا يتخلي عن إنقباض جبهته
إنحنت قليلاً وجلست القرفصاء ورفعت أناملها تتحسس بها خطوط وجهه بلمساتها الحانية الأمر الذي أدهشها هو إرتخاء تلك الخطوط
فجأة تنبهت لما تفعله وإنتفضت قائمة تريد الخروج من الغرفة
ولكن صوت خليل الناعس باغتها قائلاً : لم أكن لأضمن لك ردة فعلي إذا فعلتِ ذلك مرة أخري
خرجت من الغرفة بتعثر تصاحبها ضحكة خليل المستفزة ونهرت نفسها قائلة : حقاً أحسنتِ زينب لا تتواني في كل فرصة لتثبتي له أنكِ مدلهة في عشقه كالحمقاء
عندما عادت للغرفة كان خليل قد تركها فحمدت الله وهمت بإرتداء ملابسها للذهاب للعمل
فتحت الخزانة فراعها رؤية ملابسها بجانب ملابس خليل وإعتصرت قبضة باردة قلبها وقالت : ليتني لم أستيقظ ذلك الصباح أبداً ولا يتحطم عالمي هكذا
شعور الألفة الذي غامرها حين رؤيتها لملابسهما معاً خالطه شعور الحسرة وخيبة الأمل جراء ما فعله بها خليل
إنها كالمغدور بها لقد كذب عليها وأخفي سبب مجيئه لمزرعتهم وحرص كل الحرص علي تدميرهم بكل ما أوتي من قوة ومع ذلك كانت دائما مؤمنة بوجود النور في وسط الظلام الحالك المحيط بقلبه ما صدمها حقاً ليس كونه كان ينتقم أو ما إلي ذلك.
الذي صدمها حقاً كونه خدعها وأخفي عنها الحقيقة.
لم يساورها الشك لحظة في حب خليل بل عشقه لها ولكن من يوقف نزيف قلبها!
من يعيدها لنفسها القديمة.
♦️عودة العمل: زينب تواجه مشاعرها
نزلت علي عجالة لتلحق بعملها فقابلت سلمي أختها تصعد الدرج مبتسمة وتقول لها : لقد إشتقت لرؤيتك صباحاً هكذا زينب
قالت زينب بتأثر : وأنا أيضاً أختي الغالية…أخبريني هل أنا فقط سبب سعادتك أم أن هناك جندي خفي بالأمر؟
شعرت سلمي بالخجل وقالت لها : زينب!!
هيا إلي عملك حتي لا تتأخري
خرجت زينب فوجدت جميل بإنتظارها أمام سيارتها : جميل صباح الخير من الرائع رؤيتك مرة أخري
جميل بحبور : سيدتي الغالية مرحباً بعودتك هيا بنا
نظرت له زينب بإستغراب وقالت : إلي أين؟
جميل : لأوصلك إلي العمل لقد قال السيد خليل أن علي ملازمتك طوال فترة تواجدك خارج المنزل حتي إذا إحتجت شيئاً
زفرت زينب بغضب : لماذا يتدخل بكل شئ هكذا!
إذهب جميل إنشغل بأعمالك ولا تعير كلام السيد أهمية أنا سأذهب للعمل وحدي
حاول جميل الكلام ولكن زينب قاطعته وأخذت مفتاح سيارتها وإنطلقت
في غرفة المكتب كان خليل يدور فيها كالمجنون لقد منع نفسه بفارغ الصبر من رؤيتها حتي لا يخيفها منه.
نعم إن مشاعرها الفياضة من الممكن أن تبتلعها..خاصة بعد فعلتها صباح اليوم وقيامها بلمس وجهه
قال لنفسه : ماذا تظن بنفسها فاعلة!!
كيف لها ألا تدرك آثر لمساتها علي رجل عاشق لها!!!
قطع إستطراد أفكاره صوت طرق علي الباب فقال : أدخل
دخل جميل متوتراً وقال : سيد خليل السيدة زينب رفضت وبشكل قطعي أن أوصلها للعمل وقالت هي معتادة علي الذهاب بمفردها
ضرب خليل بقبضته علي المكتب وقال : وهل كنت أتوقع أن توافق علي ما أقول بسهولة!
بالطبع لا…فهي لن تكون زينب أصلانلي إذا لم تعترض
نظر لجميل وقال: حسناً جميل إذهب الأن
♦️المواجهة الحتمية: خليل و چينيك في صراع جديد
كانت تخرج من إجتماع وتدلف إلي الآخر مع السيد چينيك فما لم تعرفه عنه من قبل أنه عاشق لعمله وبقدر لطافته وحرصه علي الذوقيات إلا أنه في العمل لا يمزح مقاتل شرس لا يهدأ حتي ينول مراده.
وكانت زينب تستمتع بالعمل معه بإحترافيته التي تثير بداخلها روح التحدي
ولقد كان في غاية اللطف معاه والمراعاة حينما ذهبت إليه منذ ثلاثة أشهر لتخبره أنها بحاجة للعمل وبشكل عاجل
فلم يتواني لحظة عن جعلها مساعدته الشخصية والمتحدثة الرسمية للشركة.
نبهها صوت السيد چينيك قائلاً :كيف حال جدتك يا زينب؟
تنحنت وقالت : بخير الحمدلله…لم أشكرك بشكل لائق علي إيصالي للمزرعة ذلك اليوم
شكراً جزيلاً سيد چينيك
قال : لا داعي للشكر بيننا عزيزتي زينب
المهم هل أخذتي جدتك معك لمنزلكم؟
قالت زينب : بل أنا من عادت للمزرعة
صُدم چينيك من معرفته بعودتها وحاول رسم إبتسامة بسيطة علي وجهه : حقاً إذن! حسناً فعلتِ من الجيد أن تعودي لبيتك ولزوجك
قالت زينب : أنا عدت لأجل جدتي وليس لأجل شخصٍ آخر
حاول چينيك قائلاً : أمازلت مصرة علي عدم إخباري بزواجك السريع وذهابك من المزرعة؟
قالت زينب بصرامة : سيد چينيك أنا لا أحبذ الحديث عن حياتي الشخصية من فضلك دعنا نعود للعمل
چينيك: حسناً إذن…لقد إنتهي العمل اليوم مبكراً بإمكانك العودة للمنزل
زينب : حسناً أراك غداً سيد چينيك
********
في ذلك الحين كان خليل يقطع المسافة بين المزرعة وبين مكان عمل زينب كالصاروخ متلهف لرؤيتها وإصطحابها معه للمنزل
وما أن وصل حتي حاول الإتصال بها مجدداً ولكن دون جدوي
ترجل من سيارته وهم بعبور البوابة حين سمع صوت چينيك يقول: مرحباً سيد خليل من الجيد رؤيتك مرة ثانية
ضم خليل قبضته فهو لم ولن يتقبل وجود زينب بجوار هذا الشخص أبداً
وإلتفت إليه قائلاً وهو يجز علي أسنانه : أهلا
چينيك : أري أنك تبحث عن شيئاً ما أو دعنا نقول شخص ما
قال خليل : أحاول الوصول لزوجتي ولكن هاتفها مغلق
چينيك : آه زينب…لقد إنتهينا من العمل منذ قليل و غادرت بعدها.
خليل بغيظ من ذكر چينيك لإسم زينب بدون أي لقب : نعم أقصد السيدة زينب زوجتي
قال چينيك متجاوزاً حدوده : أراك تتشدق بكلمة زوجتي سيد خليل…عن أي زوجة تتحدث؟
هل تلك الزوجة التي لا تعمل عنها شيئاً منذ ثلاثة أشهر !
هنا فقد خليل أعصابه وأمسك بتلابيب قميصه وقال بصوت جهوري : لقد كنت أنتظر فرصة لإشباعك ضرباً وها قد هيئتها لي
ولكمه في وجهه وهو يقول : من أنت حتي تتدخل بيني وبين زوجتي يا هذا!
شاهد رجال أمن الشركة إلتحام الرجلين فاتصلا بالشرطة وهرعوا لتخليص مديره من قبضة خليل الدامية
حاول رجال الأمن تخليص الرجلين من بعض ولكن دون جدوي فكلاً منهما يعتمل بداخله الكثير
فهذا خليل الذي يغار كالثور من وجود زينب بجوار هذا المدعو چينيك وهو الذي أنهي الإتفاقية بالعمل معه لمجرد أنه فقط حاول دعوة زينب للرقص في إحتفالية نجاح أول صفقة لزينب.
وهذا چينيك الذي يشعر أن خليل لا يستحق تلك الزهرة الندية المسماة زينب تلك الفتاة التي خلبت لبّه منذ أن وقعت عيناه عليها لأول مرة ومازال يخامره الأمل بأن علاقة زينب وخليل بالضعف الذي قد يمكنه يوماً من إحتلال مكانة مميزة بحياتها.
بعد قليل جائت الشرطة وأمسكت بالرجلين وكلاهما مازال يتناطح مع الأخر وذهبوا بهم إلي قسم الشرطة
هناك بقسم الشرطة كان كلاً منهما يقوم بإتصاله المسموح له به
فهذا چينيك يتصل بصديقه ليأتي ويضمنه
وهذا خليل يتصل بإيران ليأتي ويفعل المثل
كان إيران مع سلمي حينما جاءه إتصال خليل فانتفض قائلاً : حسناً حسناً أنا قادم في الحال. وأغلق الهاتف
سلمي بقلق : ماذا حدث؟ هل هناك شئ سئ؟
إيران : خليل ذهب للشركة لإصطحاب زينب فلم يجدها ووجد چينيك وحدث بينهم مشاداة كلامية وإشتبكوا بالإيدي.
فزعت سلمي وقالت : يا إلهي ماذا تقول!
هم إيران أن يتحرك ليخرج من الحديقة فوجد زينب متسمرة أمامه تقول له : ماذا قلت؟
ما الذي فعله صديقك هذه المرة؟
تلجلج إيران وقال : زينب أنا …حقاً…لا أدري ماذا أقول
زينب: حسناً إيران هيا بنا لنذهب معاً
إنتظرت زينب في سيارة إيران حتي ينتهي من الإجراءات المطلوبة لإطلاق سراح خليل
وأثناء إنتظارها وجدت چينيك يخرج مع صديقه فنزلت من السيارة وذهبت له قائلة بإحراج وأسف : أنا حقاً أعتذر سيد چينيك علي ما حدث أرجوك لا تؤاخذني
قال چينيك بمودة : وما ذنبك يا زينب أنا فقط مشفق عليكِ لزواجك من هذا الهمجي
زينب بدفاعية: هو ليس همجي هو فقط لا يستطيع التحكم بغضبه هذا كل ما في الأمر عموماً أكرر إعتذاري..دمت سالماً
وما إن إلتفتت حتي وجدت إيران يخرج بصحبة خليل الذي تفاجأ برؤيتها وقطع المسافة بينهما مسرعاً وقال: لها ما الذي جاء بك إلي هنا! هل أنتِ بخير؟
الفصل السادس من “حبي المتمرد” يكشف عن صراعات داخلية وخارجية متشابكة بين الشخصيات، مما يزيد من تعقيد القصة ويشوق المشاهدين لما سيأتي بعد ذلك. هل سيتمكن “خليل” من استعادة ثقة “زينب”؟ وهل ستتغلب “زينب” على ألمها القديم وتجد السلام مع “خليل”؟ هذه الأسئلة تظل مفتوحة، مما يجعل الجمهور ينتظر بفارغ الصبر ما سيحدث في الفصول القادمة.