“فضيحة التحقيقات القانونية تلاحق وكالات الكاستينغ في تركيا: هل ينقلب الترويج الزائف إلى عقوبات مالية ضخمة؟”
"التحقيقات القانونية ضد وكالات الكاستينغ في تركيا: بداية نهاية التسويق الزائف في صناعة الترفيه؟"
كشفت د/امل عبد العزيز
صاحبه القلم السعيد
في خطوة قانونية هامة، تم فتح تحقيق ضد جمعية وكالات الكاستينغ وعدد من الوكالات ومديري الكاستينغ في تركيا، وذلك على خلفية ادعاءات تتعلق بانتهاك قانون حماية المنافسة رقم 4.054. القرار جاء بعد تحقيق أولي أجرته جمعية وكالات الكاستينغ، حيث تم جمع مجموعة من الوثائق والمعلومات التي تشير إلى وجود مخالفات محتملة من قبل بعض الشركات المتورطة. في الاجتماع الذي عقده مجلس المنافسة في 12 ديسمبر 2024، تم التوصل إلى أن الأدلة المتاحة خطيرة بما يكفي لتحديد ما إذا كانت هذه الشركات قد انتهكت القانون المعني.
♦️قائمة الوكالات الكيانيه والشركات قيد التحقيق
المحققون أدرجوا عدداً من الشركات والوكالات الكبرى في القائمة، والتي قد تواجه التحقيقات لاحقاً من قبل النظام القضائي التركي. وتتنوع هذه الشركات بين وكالات الترويج، إدارة المواهب، وإنتاج المحتوى السينمائي والتجاري.
📍وفيما يلي أبرز الوكالات التي تم إدراجها في التحقيق:
1. جمعية وكالات الكاستينغ
2. عبدالله بولوت لإدارة الاتصالات دان
3. أسية ديغيرمنجي لإدارة وإنتاج السينما المحدودة
4. العلاقات العامة وتنظيم إدارة القائمة السوداء
5. جميلة يابراك آتيش
6. دينيز توناي للترويج والسياحة والعلاقات العامة والتسويق
7. إنتاج وتجارة إرهيرك كاست
8. أيقون تالنت أورغ
9. آي دي للاستشارات الإعلامية
10. إدارة المواهب كهرمان أوزدن
11. نيمت آتاسوي إنك
12. إنتاج وصناعة الأشخاص الفوتوموديل
13. منظمة الفنون البصرية بيراما
14. خدمة الاتصال بفن البورتريه
15. خدمة الترويج للإنتاج السينمائي ريندا جونر
16. سوكمين وكالة للإعلانات والسياحة
17. شوغن فيلم ميوزيك برود
18. تالنتو مناجيرليك
19. إدارة المواهب الفنية تي بي و دان
20. خدمة الإنتاج وإدارة الفودفيل
21. يوزديوز كمؤدي صوتي في الإنتاج
♦️تم اتخاذ قرار بفتح تحقيق ضد هذه الوكالات الكيانيه برقم 24-53/1175-Μ.
يتم الإعلان عن قرارات التحقيق التي يتخذها مجلس المنافسة للجمهور بعد إبلاغ القرار إلى الشركات أو الجمعيات التي بدأت التحقيق ضدها.
♦️الآثار القانونية وتداعيات التحقيقات
بموجب القانون التركي، تعتبر مخالفات حماية المنافسة خطيرة، وتترتب عليها نتائج قانونية قد تشمل فرض غرامات مالية كبيرة أو عقوبات أخرى. ومع ذلك، لا يمكن تفسير هذه التحقيقات على أنها دليل قاطع على ارتكاب جرائم، بل هي جزء من عملية قانونية تهدف إلى التأكد من احترام قواعد المنافسة النزيهة. كما أن الشركات المعنية ستتلقى إشعاراً رسمياً من مجلس المنافسة قبل نشر قرارات التحقيق، ما يتيح لها فرصة تقديم الدفاع.
♦️الكذب حول العلاقات الغرامية ليس جريمة، ولكن التهرب الضريبي يعد جريمة
من المعروف أن التصريحات الكاذبة حول وجود علاقات غرامية مع ممثلين أو ممثلات قد تثير الجدل والفضول بين الجماهير، لكنها لا تشكل جريمة قانونية بحد ذاتها. لكن في المقابل، ما يثير قلق السلطات هو الأفعال التي تتعلق بالتحايل المالي، مثل تلقي الأموال بمبالغ ضخمة عبر وكالات الكاستينغ، أو التهرب من دفع الضرائب. هذه الأنشطة تُعد جريمة بموجب القانون وتعرض مرتكبيها لعواقب قانونية وخيمة.
♦️التحقيقات التي بدأت في 2020 أصبحت علنية الآن
في عام 2020، بدأت التحقيقات في هذا الملف، وتوالت بعد ذلك التحقيقات التي شملت العديد من الوكالات والشركات في صناعة الكاستينغ. ومع مرور الوقت، بدأت تفاصيل القضية تظهر إلى العلن في شهري سبتمبر وديسمبر 2024، حيث تم الكشف عن بعض الشركات التي كانت قيد التحقيق. شركة “تالنتو” كانت من بين الشركات المدرجة في قائمة التحقيقات، إلا أن هناك العديد من الشركات الأخرى التي لا تزال قيد التحقيق ولم تُدرج في القائمة العامة بعد.
♦️الاحتمالات القانونية والتداعيات المستقبلية
مع استمرار التحقيقات، هناك احتمال كبير أن يتم تقديم شكاوى إلى النظام القضائي التركي ضد الشركات المعنية. إذا ثبتت صحة الادعاءات، فقد تُواجه هذه الشركات غرامات كبيرة وعقوبات قانونية قد تؤثر بشكل كبير على سمعتها ومصداقيتها في صناعة الترفيه.
يشير التحقيق ضد جمعية وكالات الكاستينغ والشركات ذات الصلة إلى أهمية الحفاظ على النزاهة في صناعة الترفيه. قد تكون هذه القضية بداية لفتح ملفات أكبر تتعلق بممارسات غير قانونية في إدارة الكاستينغ والترويج للمواهب. على الرغم من أن القضايا المتعلقة بالمنافسة قد لا تُعتبر جرائم جنائية في البداية، فإن الأثر الطويل الأمد قد يكون له تأثير كبير على مصداقية هذه الوكالات وصناعتها في المستقبل.
♦️الصحافة التركية وتوظيف التسويق الرومانسي المزيف
في السنوات الأخيرة، بدأ الجمهور الأوروبي يطرح فرضيات حول حياة الفنانين الشخصية، مع تسليط الضوء على استغلال الصحافة التركية للعلاقات الرومانسية المزعومة بهدف تسويق صورة رومانسية مزيفة. تشكل الصحافة مسؤولية كبيرة في نقل الأخبار والأحداث بشفافية وأخلاقية، لكن الواقع في تركيا يشير إلى تجاوزات خطيرة. وفقًا لبعض الصحفيين الأتراك الموثوق فيهم مهنيا، يتم دفع أموال لوسائل الإعلام التركية من أجل دفع عجلة هذه الحملة التسويقية المزيفة، التي تستغل علاقات غير حقيقية لجذب الانتباه وتوفير فرص عمل للفنانين.
♦️هل يعتبر هذا جريمة؟
على الرغم من أن هذه الممارسات لا تعتبر جريمة جنائية في حد ذاتها، إلا أنها تؤدي إلى تآكل مصداقية الصحافة وتدمير الثقة التي يبنيها الفنانون مع جمهورهم. التلاعب بالمعلومات والمشاعر حول حياة الفنانين يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على سمعة الفنانين، ويضعهم في مواقف لا يحسدون عليها. وبالرغم من أنه ليس جريمة قانونية، إلا أن هذا الفعل يشكل خطرًا جسيمًا على مصداقية الإعلام بشكل عام.
♦️الحقيقة المؤلمة وراء صناعة الشهرة الزائفة
لقد أصبح من المعروف أن بعض الممثلين ونجوم الأعمال قد يستخدمون شهرتهم كأداة تسويقية لتحقيق النجاح في صناعة مرهقة. بعض هؤلاء الأشخاص يتعاونون مع الصحافة أو مع وكلائهم، الذين يروجون إشاعات حول علاقاتهم الشخصية، مما يعرضهم للهجوم من المعجبين أو الكارهين حول العالم. في العديد من الحالات، تشير المصادر الموثوقه مهنيا واخلاقيا إلى أن هذه الحملات ليست عشوائية، بل يتم الاتفاق عليها ضمن عقود رسمية، حيث يكون الفنان على علم تام بما يجري وموافقًا عليه.
♦️النظام الفاسد في صناعة الكاستينغ وتأثيره على الفنانين
في بعض الأحيان، يُجبر الفنانون على خوض هذا النوع من التسويق المزيف للحفاظ على وظائفهم، وهو ما يتعارض مع رغبتهم في الحفاظ على حياتهم الشخصية بعيدًا عن الأضواء. العديد من الممثلين يرغبون في إعلان علاقاتهم العاطفية بشكل علني، لكن النظام الفاسد في وكالات التوظيف قد يمنعهم من فعل ذلك، خوفًا من فقدان الفرص أو التأثير على سمعتهم المهنية.
♦️الصحافة ومخاطر التسويق الرومانسي المزيف
على مدار السنوات، شارك بعض الصحفيين عبر منصة X معلومات حول كيف يتم التحكم بحياة الممثلين، بما في ذلك إجبار بعض الممثلات على الطلاق أو التلاعب بعلاقاتهن الشخصية لتحقيق أهداف تسويقية. هذا النمط من التعامل مع الممثلين كـ”خدم” تحت إدارة الوكلاء يؤدي إلى استمرار هذه الصناعة اللاإنسانية التي تروج للشهرة الزائفة والنجاح المزيف.
إن استمرار هذا النظام يضع الممثلين في صراع داخلي بين حياتهم الشخصية واحتياجاتهم المهنية، ما يعكس بشكل مؤلم واقعًا يعيشه العديد من فناني اليوم في ظل ثقافة تسويق رومانسي مزيف يسعى لتحقيق النجاح على حساب حياتهم الخاصة.