رؤيه د/امل عبد العزيز
صاحبه القلم السعيد
في هذه اللحظة المحورية، تتجلى مشاعر مالي بشكل عميق ومعقد، حيث تعكس عيونه ما يعجز عن التعبير عنه بالكلمات. الدموع التي تتساقط منه ليست مجرد تعبير عن الحزن، بل هي اعتراف صريح بمرارة الخسارة التي يعيشها. تعكس تلك الدموع فقدان لحظات ثمينة كان بإمكانه أن يعيشها مع ابنه، مما يزيد من وطأة تأثره عندما يرى كيف أن طوفو، وهو شخصية أخرى، أصبح رمزاً للأبوة في حياة جيفان.
مالّي في هذه اللحظة لم يعد يرى فقط أبوته المفقودة، بل إنه يشهد انسحاب حياته كلها من بين يديه. إذ يشعر وكأنه قد رمى ابنه في مزبلة الحياة بلا اختيار، ليبدأ في جني ثمار أفعاله المدمرة. هذا الشعور بالعجز والندم يتجلى بشكل واضح في سلوكياته وتعابير وجهه.
العناق الذي يجمع بين طوفو وجيفان يشكل طعنة قاسية لقلب مالي، حيث يتجسد فيه كل ما كان يجب أن يكون له من مشاعر حب وفخر تجاه ابنه. بينما يتحدث جيفان بحماس عن طوفو، يشعر مالي في داخله بأن قلبه يحترق من الحسرة، ويدرك أن ابنه الحقيقي لن يعرف أبداً الحقيقة المرة عن هويته، مما يعمق إحساسه بالفقد والضياع.
تجسد هذه اللحظة القوية تصارع المشاعر الداخلية لمالي، وتأثيرها على حياته وعلى علاقته مع ابنه، مما يجعلها واحدة من اللحظات الأكثر تأثيراً في العمل الدرامي.