دراما رمضان 2023

لماذا الإمام الشافعي ..؟! (الجزء الثاني)


كتبت د/ امل عبد العزيز
في هذا الجزء سنجيب بهدوء على سؤال العنوان لماذا الإمام ..؟! لماذا وقفنا عنده وصنعنا مسلسلا عنه بهذا الأسلوب التأملي الذي يدعونا للتفكير والمراجعة .. ولماذا اعلام الدولة وقف بجواره وضده في نفس الوقت ..؟! ولماذا هو مسلسل مهم أرسل لنا بعدة رسائل هامة ذات دلالات ذكية .. من خلال تحفة بصرية فنية .
تعالوا نشوف ..
٢ – ثانيا :- المعاني والرسائل التي بعث بها مسلسل رسالة الإمام :-
السيناريست والمخرج وضحنا قصدهما من المسلسل من عنوانه ( رسالة الإمام) مع إضافة ماهي .. فيصبح… (ماهي رسالة الإمام التي يجب أن تكون ) .. وكيف .. وبدأ يفصح عن ذلك خلال سرده لأجزاء من سيرة الإمام الشافعي في حلقات مسلسلة ..
وقبل أن أبدأ أحب أذكركم بأن الشافعي كان قاضيا وإماما في الفقة الديني وعالما بعلم الطب والتشريح ..
ومن خلال السرد الذي رأيناه تعرفنا على أن التاريخ الإسلامي ماهو إلا تاريخ سياسي واجتماعي واقتصادي لهذه الأمة .. فكان سعيها للتوسع والسيطرة بنفوذها على كل المحيط حولها كأي إمبراطورية تهدف لتوسع نفوذها .. فاستحوذت عليها الصراعات الكثيرة للقيادات والطوائف المسلمة للفوز بالسلطة .. فكان رجال الساسة والمصالح بها في وادي .. ورجال العلم في وادي آخر .. كالعادة لحتى الآن .
وعلى ذلك قرأنا منها الآتي :-
١ – أولا .. يجب أن يكون الإمام قاضيا عادلا حرا نزيها يحكم مايملي عليه ضميره وعقله .. وليس منفذا مايملي عليه حاكمه المستبد لتحقيق مصالحة السلطوية لضمان استمرار حكمه الأبدي .. فتضيع هيبته ومكانته في وسط أهله وأمام التاريخ .. ورفض مقولة النظام المستبد المعروفة .. (معنا تصبح من الأخيار .. ضدنا تصبح من الأشرار) و هذا المفهوم مازال يستخدم على مستوى العالم كله وليس قاصرا علينا فقط .. وهناك شواهد كثيرة واضحة على هذا السلوك من التاريخ ومن الحاضر على ذلك .. وعليك الاختيار إما أن تكون تابع فتأتمن على حياتك وإما تكون مستقل (مثل مافعل الشافعي) وتصبح المقاومة والمعاناة قدرك لا محال منه .
٢ – ثانيا .. الإمام المستقل الحر طريقه ليس ورديا سهلا .. بل صعبا خصوصا في الواقع الأكثر ظلاما واستبدادا .
وهذه حقيقة ( لقد جئنا بالشموع لتضئ لنا في الظلام .. على أمل أن تسطع يوما شمس الشروق )
٣ – ثالثا .. الحاكم المستبد لاشغلة له .. إلا كيفية الحفاظ على مكانه و الحفاظ على كرسيه وتفخيم ذاته .. فيعيش مع عالمه في عزلة تامة بعيدا عن مايعانيه شعبه من معاناة معيشية آدمية .. فلايرى أمان إلا في استفحال مكانه .. والأمن الذي يقوم بحمايته بالدرجة الأولى .. ورأينا كان وجودهم واضح في المسلسل وتم تصوير مدى سطوة جبروتهم .. دون حياء وخشى حرمة البيوت لتفتيشها .. ورأينا ذلك السلوك من ولي العهد .. ومن المطلب حاكم الفسطاط .
٤ – رابعها .. أكثر ماجذب الإمام الشافعي في شعب مصر من صفات .. الوسطية والوداعة والصبر على البلاء .. وإيمانه بعاشقه .. مسالم يكره العنف .. متماسك من رغم اختلاف طبقاتهم وأديانهم كمسلمين وأقباط .. واتضح هذا جليا في علاقتهم ببعضهم في المسلسل .. أما التعصب فليس من طبعهم نهائيا .. فالتعصب شيئا مفتعلا عليهم .. لا يأتي إلا مع حاكم مستبد يقوم بزرعه وأفتعاله والترويج له .. لتنفيذ مقولة .. فرق تسد .
٥ – خامسا .. ‏وضح المسلسل من أول حلقاته مفهوما هاما .. هو توضيح الفرق بين الحاكم المستنير الذي يهتم ويقدر العلماء لإيمانه بأنهم هم عقول الأمة .. فيعطي لهم المكانة التي يستحقونها .. ولا خير في أمة تهمل علمائها ولا تعطيهم حقهم .. بعكس ابنه ولي العهد لجهله وغروره وكبريائه .. فرأى فيهم هؤلاء العلماء .. كل الخطر عليه .. لنقدهم وتقويمهم له الدائم عن حماقته وتكبره .. ولأن للعلماء جاذبية ومكانة لدى عامة الشعب .. مما ينغص عليه حياته فيبدو أمام شعبه ضعيفا هزيلا.. شغل مكانا لا يليق به .. فيهم بالتخلص منهم بأي طريقة كما رأينا في المسلسل .. إما بالتهميش لوجودهم أوتشوية سمعتهم أو بالنفي أو بالسجن أو بالقتل البطئ .. لكي يفوز لنفسه بالسلطة المطلقة أثناء حكمه بالبلاد .. علما بأن العلماء هم البوصلات المضيئة اللاتي تنير لهم الطريق وتخطوا بهم للأمام .
٦ – سادسا .. المسلسل بعث برسالة عتاب نصها يقول .. ياأيتها الأمة أين أنتي من العلم .. فكل القوة تكمن في العلم .. وليس في السلاح كما تظنون .. فتحصنوا به إذا كنتم تعقلون .. ليصبح لكم شأن في هذه الحياة وهذا العالم .. أو تبقون مثل الجرذان .. تلملمون غذائكم من الفتافيت الباقية من أسيادكم الظالمة .. فتعيشون اليوم بيومه .. حتى أن تجأ نهايتكم ..! .. وبهذا قد أجبت عن سؤال لماذا كان مسلسل الإمام الشافعي بالنسبة لنا مهم .. وتبقى واحدة وهي الأهم .
٧- وأخيرا ..
أشم رائحة سؤال يلح عند القارئون الأفاضل
بعد كل ماقلته ..
إذا .. لماذا تحيزت قنوات الإعلام التلفزيونية التابعة للدولة الدفاع عن المسلسل .. وعلى النقيض وجدنا الذباب الاكتروني على السوشال ميديا يهاجمه.!؟
الإجابة ..
نعم كان هناك مسارين مسار مؤيد ومسار معارض من الدولة أيضا ..
فالإمام الشافعي يعتبر مثال للداعية المجدد للخطاب الدين الإسلامي ولنفسه .. فقد حرق قديمه ليكتب جديده .. فكان يؤمن بالتغيير في الآراء والرؤى والأفكار دون المساس بالثوابت ولما يناسب الوقت ..
‏ف كان يعتقد بأن من جاء وذكر ليصلح أمرا قديما… من الممكن لايصلح اليوم تطبيقه .. وكان مقتنع جدا بقيمة وغنى الاختلاف والتغيير ..
‏هنا نضع نقطة لهذا الجزء الذي تؤيده الدولة وبشدة .. ألا وهو تجديد الخطاب الديني .. فتم الدفاع عن المسلسل من خلال البرامج الفضائية .. بسبب هذا المفهوم .. ومن المفارقة الغريبة تجد هذا المطلب بالنسبة للفقة الديني فقط .. ولكن لايريدون تطبيق منه شيئا في عالم السياسة نهائيا ..!
‏والغريب أنهم نسوا بأن الإمام الشافعي هو أحد الأربع أئمة واضعي الأربع مذاهب للفقة السني للمسلمين ..! فكان معتمدا على الأحاديث النبوية بكل مصادرها فلم يطيح بها جملة واحدة .
‏نكمل ..
وقد خالف أستاذه الإمام مالك بل انتقده في الكتب التي كتبها في مصر ..
وهو الإمام الذي اختلف مع الأئمة في أسلوب تدريسه للطلاب أثناء دروس العلم ..
وبدلا من أن كانت في اتجاه واحد من قبل المعلم وطلابه.. الذين يبقون على السمع والطاعة فقط دون أي نقاش .. أما الإمام الشافعي اتخذ من الحوار والنقاش سبيلا .. والأسلوب الأول الذي ذكرته يسمى (بالتعليم السلبي) ومازال يعمل به في كل مدارسنا وجامعاتنا إعلامنا لحتى الآن .. وقد حوله الشافعي إلى حلقة نقاش متداولة بين المعلم وتلاميذه .. فيصبح خط سير الدرس في اتجاهين .. رايح جاي .. بين المتكلم والمستمع .. بين المعلم والمتعلم .. هكذا .. وهذا مايسمى بالتعليم الإيجابي ..
وهذه النقطة بالأخص ترفضها الدولة .. لاتؤمن بالنقاش وتبادل الحديث للوصول للأفضل .. فتم الهجوم عليه من قبل الدولة من خلال الذباب الالكتروني .. واضح .. أي كان هناك قبول في جزء مايهمها ورفض ماينقدها.
فنجدهم متحمسين جدا لمسألة تجديد الخطاب الديني . وهي رغبة ملحة عند من يديرون الدولة .. وفي نفس الوقت لايؤمنون بالتجديد السياسي بالنسبة لهم ..!.. مفارقة غريبة صح .. وهم يقصدون بالأخص علم الحديث النبوي .. لديهم رغبة ملحة في إلغاءه …
‏.. وهذا ما لاحظناه من خلال الحلقات المكثفة التي عقدت في بعض القنوات الفضائية تخصصت في الهجوم على الإمام البخاري صاحب أشهر كتاب سنة الرسول وهو صحيح البخاري .. و التشكيك في صحته من قبل المذيعين والصحفيين ‏
المأجورين الموظفين عندهم .. ورغبة شديدة في بدء مرحلة جديدة تعتمد على تفصيل الدعاوي والفتاوي التي تتفق وتناسب المقاس المطلوب لسياسة الدولة ..
ولأن الواقع يخبرنا بأن من يقوم بإدارة الدولة أحكم سيطرته على جميع السلطات ولم تتبقى أمامه إلا السلطة الدينية .. وبالأخص الإسلامية طبعا .
بدليل بسيط .. إن اعلامه وشيوخه ومفتيه وهم أنفسهم .. لا يستخدمون نهائيا أسلوب الحوار من الاتجاهين في النقاش .. أبدا .. إلا في حدود من هو متفق معهم في الرأي فيسمحوا له بالكلام وإبداء الرأي ..!
وأعتقد هذا هو الدافع الرئيسي في انشاء مسجد مصر الكبير كمجمع ديني في العاصمة الجديدة ليكون بديلا عن الأزهر في الفترة القادمة .. ( مركزا لإنتاج دعاة مفصلة تفصيلا اي ترزية فتاوي على مقاس اتجاهات الدولة)
‏ هذا التفسير لا أقوله تعصبا للدين الإسلامي والدفاع عنه .. لا أبدا .. ولكن دفاعا وحرصا من الهجمة الشرسة المنظمة والممولة لطمس الهوية المصرية التراكمية التي بدأت منذ عصر المصرية القديمة مرورا بالقبطية ثم الإسلامية ثم المعاصرة .. و رأينا سيناريوهات
كثيرة تؤكد على ذلك .. مثل إزالة المقابر القديمة الأثرية في القاهرة القديمة تحت مسمى التوسعات الإنشائية ..!
١٠ ‏ – كلمة ختامية ..
دعونا نفكر بأسلوب عملي وواقعي ..
‏هل تعتقدون أن الحل الوحيد هو تجديد الخطاب الديني في مصر .. للنهضة بمصر .. بخلق بديل عن الموجود .. وبهذا الأسلوب الصدامي .. وهل من الممكن استبدال مجمعا دينيا مثل الأزهر أنشأ منذ أكثر من ألف عام .. و يعتبر قبلة لتعليم المذهب الإسلامي السني الوسطي على مستوى العالم كله .. بمنشأة لم تبلغ عاما واحدا من عمرها كلفت الملايين ..
أقول لهم لا بالطبع .. هذا وهم ومضيعة للوقت وللجهد وللمال .. من يدرس تاريخ الشعب المصري منذ سبعة آلاف سنة والشخصية المصرية .. يتأكد بأن الدين ركن أساسي في تكوين الشخصية المصرية .. الروحانيات مقدسة عنده .. شعب يميل للروحانية أكثر من العقلانية .. أنا هنا بتكلم عن الشعب المصري كله وليس فئة معينة .. وأسلوب الصدمة والتجريف الذي يسلكه المسؤولين للتغيير .. سيحدث بسببه رد فعل عكسي رافض لكل ذلك في المطلق .. رافضا لأي مرونة في النقاش وخصوصا في نقاش الثوابت التي تخصه .. التي شكلت حركته مثل حركة جريان النيل بطيئة ولكنها ثابتة في اتجاهها ..
التجديد الفكري لايتم بهدم الثوابت الروحانية .. ثوابت عمرها آلاف السنين ودفعة واحدة بل تأخذ وقتا طويلا جدا .. وقد يكون مستحيلا .. لايستطيع الشعب المصري ان يقتنع بأن يعيش في عالم دون إله خالق .. أو التنازل عن سنة نبيه .. يقتضي بسنته في حياته .
والمواطن المصري مسلم أو قبطي .. في حاجة إلى ممارسة شعائره الدينية بحرية .. ونحن في حاجة لذلك . تعاليم الدين الروحانية تهذب أخلاقنا وتحسن من سلوكنا .. ولاتقيد عقولنا.. كما يظن البعض.
ومن المفروض نحن نعيش في مجتمع يكفل حرية العقيدة للجميع .

‏أعتقد الحل الوحيد للتغيير ليس في تجديد الخطاب الديني فقط بل في تجديد المنظومة الحياتية كلها .. السياسية والاجتماعية والفكرية .. تبدأ بإرساء قواعد الحرية للجميع .. وتطوير مناهج وأسلوب وأهداف التربية والتعليم عندنا.. وبإرساء أسلوب التفكير العلمي داخل عقول أجيالنا داخل مجتمع حر ..
إذا تم ذلك ستجد نظرتنا للأديان تتجدد تلقائيا .. أعتقد أن ذلك هو الأمان الوحيد .. لنخلق جيل سوي يفكر ويستنتج ويحلل ويناقش ويقبل ويرفض بحرية كاملة .. حتى أن يصبح لدينا منهج علمي كامل لأسلوب حياتنا .. لا ينتمي إلى ايدولوجيات معينة أو على الخرافات المستبدة .. بل ينتمي للعقل والمنطق والعدل والحرية ..
‏ونبدأ بالتعامل مع العقيدة أنها حرية شخصية وعلينا أن نحترمها ..
‏وعلينا أيضا أن لانخشى من الدين بالعكس ..
‏وأمامنا دول متقدمة شعوبها متدينة .. مثل اليابان والهند وماليزيا ولم نسمع عنهم في يوم .. ناقشوا تجديد الخطاب الديني ذات مرة لكي يتطوروا ..! التطوير بالنسبة لهم كان اهتمامهم بالتعليم وبكيفية إدارة حياتهم بشكل علمي سليم .. و بأسلوب يكفل الحرية للجميع .. وهؤلاء أثبتوا أن الدين لايتعارض مع العلم والتقدم .. أبدا .. اذهبوا إلى الهند ستجد عالما في الفضاء أو أستاذ كيمياء وبيعبد البقر .. براحته لايخص الآخرين .. أنت ترى في ذلك خرافة .. هو لايرى ذلك .. هو حر .. ولا كلمة حرية العقيدة بالنسبة لنا شعار أجوف نردده كالبغبغنات بدون أي معنى .. والآخرين في المجتمع لهم فقط مايخصهم وهو دور هذا العالم العلمي والعملي داخل المجتمع ‏.
‏ وقد تم بالتلميح لهذا المفهوم في أحداث المسلسل داخل المعمل القائم بتحضير الأحبار والمواد الكيميائية .. والمعتمد على الملاحظة والتجربة و الاستنتاج والتحليل .. فمن البداية كان واضح خصوصية كل مجال على حدى .. الدين والسياسة والعلم .. فالاستحواذ على الجميع كان غير موجود .. غير الشخص التسلط الذي يريد السيطرة على كل شئ .. و من يريد الأنفراد بالسلطة المطلقة في كل المجالات .
– ‏وهل معنى ذلك أن هذا المسلسل كان مفيدا لنا كلنا .. نعم وممتع فنيا .. و استيعاب رسالته التي تخبرنا بالآتي ..
لاسبيل لنا إلا في العمل الجاد و الحوار الحقيقي وغلبة العلم .. وباحترام عقائد الشعوب .
في الختام ارسل تحية إلى مدير التصوير والإضاءة قدما لنا صورا فنية رائعة مشبعة ..
وتحية إلى واضع الموسيقى التصويرية التي كانت كاشفة ومعلقة على الأحداث بعمق صوفي جميل هادئ .. وإلى الكثير من فريق التمثيل وبخاصة خالد النبوي الذي تطور في أداءه التمثيلي بشكل مذهل بعيد عن الأداء التقليدي لنوعية هذه الأدوار .. فقدم لنا إماما متواضعا حنونا يقظا عاقلا بليغا ملتزما ذكيا .. نموذج للإمام كيف يجب أن يكون .. أو نستطيع أن نقول هذا المفروض على كل من يقود .. والشكر للمخرج الليث حجو المتمكن من أدواته باقتدار.. بأن يقدم لنا مسلسلا صوته هادئ عميقا يفرض علينا التفكير بعمق وبتأمل لكل مفراداته ..
و تحية لمشهد النهاية للحلقة الخامسة عشر الرائع .. صور فيها مصر الهادئة المستقرة الناعمة للحياة فيها لكل سكانها .. وكما أن هناك من يجتهد بعقله لحرصه على علمه أن يصل لكل الناس .. هناك من يقتل الحب ويرميه في نبع الحياة .. للاستحواذ على مايريد بالقوة وبالغدر على ما لم يستطيع أن يناله بالحب .. وتتكرر حادثة ست مع أوزوريس .. صراع الشر مع الخير .. ورمي العاشق العالم في مقياس النيل الذي يتنبأ بفيض النيل بمياه وطميه .. إشارة إلى انتظار قدوم الفيضان كما ذكر في الأسطورة بقتل ست لأوزوريس ورميه في النيل .. وكما ذكر ذلك مع حبيبته قبل حتفه .. ونحن له لمنتظرون .
‏إلى لقاء أخر مع عمل فني درامي جديد يشعل فينا الحماس للتفكير وللنقاش الجاد .
أ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى