لماذا يحب البعض محمد رمضان؟

كتبت د / امل عبد العزيز
لماذا يحب البعض محمد رمضان؟
لا أخفي أني ليس من متابعين هذا الشخص وأراه نموذج لأسوأ خطيئتين الإفساد والتكبر، بل أكاد أراه كمشهد في محاكاة قصصية شعبية لرواية دكتور فاوست، فكأنه شخص كان فاقدًا للطلة وهزيل الجسد وفقير الحال، فإذا به بين عشية وضحاها ينقلب نجمًا ضخماً مغمور بالمال والشهرة، وعلى الرغم أنه يبدو للبعض كرحلة كفاح ونجاح، إلا أن تدقيق النظر يظهر عكس ذلك، فلم يكد يبدأ في مشواره الفني البالغ التواضع حتى ألقيت الفرص في طريقه بشكل بالغ الغرابة، وتحصل على بطولة أفلام ومسلسلات في وقت بسيط وخدمت عليه أشهر وأجمل الممثلات، وغفر له فشل بعض أفلامه ومسلسلاته مع آلة إعلامية تصور نجاح وهمي لأفلامه ومسلسلاته بسبب بربجانداا
مسلسل الأسطورة الذي بدا في أوان عرضه مادة للسخرية من الأداء التمثيلي والقصة ثم صار أيقونة شعبية مفروضة على الذوق والنجاح
لا شك أنه لديه شعبية، ولما لا وهو يمثل بمظهره وطريقته شخصيات موجودة في المناطق والأحياء الشعبية من إفرازات الفقر وضعف التربية، وحتى إن كان البعض يتضرر من هذه الشخصيات في الواقع، ولكن في تلك البيئة قد تغدو هذه الشخصية هي الأكثر احتراماً وتخويفاً ويتمناها البعض، أضف على ذلك أنه يمثل حلم الثراء المفاجيء والاحتكاك بالطبقة العليا، وهو مع الأسف صار الوجه الدرامي لهم، وداعب أحلامهم في أغلب أعماله، بل وطل عليهم من نافذة الغناء الشعبي ليحاصرهم، بعض الذنب يحمله توجه الدراما في السنوات الأخيرة لتمثيل مجتمع الصفوة والكومباوندات فقط، واختفت مسلسلات الطبقة الوسطى، فظهرت بالمقابل مسلسلات الطبقة الكادحة، قديماً كانت المسلسلات كلها تعبر عن القطاع الأوسط وشخصية العمل تمثل الشخص الفاضل المحترم، وكان الفنان المرحوم وائل نور يمثل لنا قمة التشرد والبلطجة على خفة دمه وهوان أفعاله نسبة لما نراه في دراما نمبر وان
موجة الاستهجان له اتمنى أن تصنع تيارًا ربما ينفر منه من يمولون نجوميته، أو على الأقل يفقده المتابعة والتأثير المفسد