مافيا شركات الانتاج التركيه وتاثيرها علي الممثلين
تعتبر صناعة الدراما التركية من أكثر الصناعات الفنية نجاحًا في العالم، حيث تحظى بشعبية كبيرة في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا. ولكن مع هذه الشهرة والنجاح يأتي تأثير سلبي على الممثلين والمخرجين، حيث يتم تسيطر عليهم من قبل مافيا شركات الإنتاج التركية.
تتكون مافيا شركات الإنتاج التركية من مجموعة من المسؤولين عن إدارة صفقات الممثلين والمخرجين، حيث يتحكمون في كل جانب من جوانب حياتهم المهنية. فقد يضطرون للتخلص من بعض الممثلين إذا لم يستطعوا تحقيق نسبة مشاهدة عالية، أو قد يضغطون على المخرج لإضافة بعض المشاهد غير المبرَّرة لزيادة نسبة المشاهدة.
ولذلك، فإن هذه المافيا تؤثر بشكل كبير على حياة الممثلين والمخرجين، حيث يتم تحديد أجورهم وفقًا للنجومية والشهرة التي يحظون بها، ولا يتم النظر إلى موهبتهم أو جودة عملهم. كذلك، قد يضطرون للعمل في أعمال درامية لا تتناسب مع مستوى موهبتهم فقط لأن الشركات الإنتاجية ترغب في زيادة نسبة المشاهدة.
علاوة على ذلك، فإن هذه المافيا قد تؤثر على حياتهم الشخصية، حيث يضطرون إلى الابتعاد عن الأصدقاء والعائلة بسبب جدول أعمال مزدحم. كذلك، قد يضطرون إلى التخلص من شخصية حقيقية لديهم والانغماس في شخصية شخصية خارجية لزيادة نسبة المشاهدة.
في الخلاصة، فإن مافيا شركات الإنتاج التركية تؤثر بشكل كبير على حياة الممثلين والمخرجين، حيث
تعتبر مافيا شركات الإنتاج التركية من أكثر المشاكل التي تواجه الصناعة التركية للتلفزيون والسينما. وتتمثل هذه المشكلة في تحديد أدوار الأبطال والممثلين بشكل غير عادل، حيث يتم اختيار الممثلين بناءً على علاقاتهم الشخصية والعائلية، بدلاً من مهاراتهم التمثيلية.
وبسبب هذه المافيا، يجد الأبطال صعوبة في الحصول على أدوار رئيسية في الأعمال الفنية، حتى لو كان لديهم موهبة كبيرة في التمثيل. وفي بعض الأحيان، يضطرون إلى قبول أدوار ثانوية أو دور “الشرير”، حتى يستطيعوا الظهور في الأعمال الفنية.
ولكن، تأثير مافيا شركات الإنتاج لا يقتصر فقط على اختيار الممثلين، بل يؤثر أيضًا على جودة الأعمال الفنية. فعلى سبيل المثال، يتم تحديد ميزانية الأعمال الفنية بشكل غير عادل، حيث يتم إنفاق مبالغ كبيرة على بعض الأعمال التي لا تستحق ذلك، في حين يتم تخصيص ميزانية صغيرة للأعمال التي تستحقها.
وبسبب هذه المشكلة، يجد الكثير من المخرجين والكتاب صعوبة في إنتاج أعمال فنية جديدة وجذابة، حيث يضطرون إلى اتباع نهج مافيا شركات الإنتاج لضمان نجاح أعمالهم.
وفي مطلع الألفية الجديدة، شهد انتشار المسلسلات التركية المدبلجة إلى اللهجة السورية، وذلك استغلالا لانتشار الأخيرة في العالم العربي، مع طفرة إنتاج المسلسلات السورية وانتشارها.
خلال السنوات القليلة الماضية لم يتوقف الأمر على دبلجة هذه المسلسلات التي حازت على نجاح كبير، بل أُنتجت أعمال عربية مستنسخة حرفيا من النسخة التركية الأم للعمل الفني، وهو ما يفتح باب السؤال حول أسباب هذا الاستنساخ، وكيفية تأثيره على عملية الإنتاج العربي، الذي يعاني بدوره من الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في المنطقة.
استنساخ أم اقتباس.. مرحلة ما بعد “الدبلجة”
لا تعدّ عملية اقتباس أعمال فنية من أخرى سبقتها، سواء على صعيد المسلسلات أم الأفلام أمرا جديدا، إذ نجد أن فيلم “العجائب السبعة” الأميركي والمنتج في عام 1960، مقتبس بالأصل من فيلم “الساموراي السبعة” الياباني (أنتج في عام 1954)، ثم أنتج في العالم العربي تحت اسم “شمس الزناتي” في عام 1991.
لكن الفكرة في هذه التجارب، سواء تلك المذكورة في الأعلى أم غيرها، تضمنت محاولة إعادة إنتاج العمل بما يناسب بيئته المحلية أولا، والابتعاد عن الاستنساخ الكُلي، وبالتالي حملت كل نسخة من هذه النسخ خصوصيتها، بغض النظر عن جودة القصة والتصوير والإخراج.. إلخ.
وعن أسباب الاستنساخ اري أن “الشعبية الكبيرة التي حظيت بها الدراما التركية منذ أن بدأت موجة الدبلجة، كان لها الدور الأكبر بجعل الشاشات العربية تمتلئ بحكايات عن واقع فائق، لا تشبه الشارع العربي ولا تنتمي إليه” ما أدى إلى “تحولات كبيرة على الإخراج والتصوير في الدراما، فأصبحنا نشاهد صور بصرية وتشكيلات مكانية مصطنعة ومجملة لا تشبه بيوتنا وواقعنا، هذا الشكل الدرامي الذي يعتمد على البهرجة البصرية، ولا يدرك أي عمق اجتماعي أو سياسي، بدا أنه المنفذ التجاري الأفضل لشركات الإنتاج الفنية، التي حاولت قدر الإمكان الابتعاد عن الاصطفافات السياسية للحفاظ على مكانتها، أثناء موجة ثورات الربيع العربي”
مع الوقت بات هناك بنية درامية واضحة وتتطور بشكل مستقل عن الظروف التي صنعتها الأزمة الأساسية التي كانت تعيشها هذه الدراما بحسب ما كان يتم تصديره من شركات الإنتاج، هي أزمة النصوص الدرامية، التي لم يتم اتخاذ خطوات جادة لتجاوزها، حيث بقي عدد محدود من الكتاب يتحكم بهذه الصناعة، وهكذا كانت الخطوة الوحيدة الحقيقية التي اتخذتها شركات الإنتاج لحل أزمة النصوص، هو اللجوء إلى المسلسلات التركية لاستنساخها حرفيا، بعد شراء حقوق الملكية الخاصة بها
وفي النهاية، تؤثر مافيا شركات الإنتاج التركية على جودة الأعمال الفنية وتحديد أدوار الممثلين بشكل غير عادل، مما يؤدي إلى تقليل فرص المواهب الموهوبة في هذه الصناعة.