كتبت د / امل عبد العزيز
لما اتفرجت على مسلسل بالطو واللي كنت فاكره مع الأسف مسلسل كوميدي، صحيح أنا ضحكت من قلبي بس المسلسل بالنسبالي دراما إنسانية زعلتني على الواقع، حسسني بمشاعر خوف وقلق طبيعية جداً، الحقيقة كل حاجة في المسلسل طبيعية بشكل عجيب، وفانتازيا بشكل أعجب، وأعتقد إن الكاتب الموهوب
احمد عاطف كان محظوظ بفريق العمل ماشاء الله عليه وعليهم البساطة خلتهم قريبين لينا جداً، ولعله كان محظوظ كمان بالتجربة الحقيقية اللي تقريباً أمدته بحبكات من الصعب خيال مؤلف عادي يبتكرها، السهل الممتنع بجد
نرجع للمأساة اللي ممكن يعيشها طبيب في بداية حياته بعد شقى وتعب دراسي، وأحلام وردية بالمستقبل، واللي ممكن يكون في تجارب موازية ليها في حياة كتير من المهن والوظائف من أول عسكري مجند في الجيش، لحد مهندس موقع، والمعجونة بالخلطة المصرية بمزاياها وعيوبها، وكمان فكرة المدير وفريق العمل اللي فيها إسقاط شامل على أي حد مدير في مجاله وطبيعة الموظفين وأسلوب التعامل معاهم، صحيح الرفق مطلوب، لكن الحزم والتركيز والمتابعة والشخصية القوية مهمين جداً
وفكرة الصراع اللايت بين الخير والشر اللي معجون بين العلم والجهل، فهنلاقي المتعلم الطيب والمتعلم الشرير، والجاهل الطيب والجاهل الشرير، والناس الوسط والمتوزعين برضه على الطرفين، صراع محدش بيكسب فيه بشكل حاسم، بس بيشبعنا نشوف ولو جولة بينتصر فيها فريق الخير، عمل فلسفي بامتياز
ونهاية الصراع كان بطولي ومبهر خلاني أسقف وبسيط وواقعي خلاني أزعل وخيالي وكوميدي خلاني أضحك
في النهاية أظن إنه أول عمل مصري يناقش مشكلة زي دي، ويمكن يكون سبب في إلقاء الضوء على مشاكل فئة الأطباء اللي هما مقياس رقي الدولة ومحور علاقتها ذات الأولوية مع الشعب في طرفيها التعليم والصحة، وهما فئتين لازم حياتهم المهنية تبقى أرقى من كده
وأظن إن المؤلف أستخبى كتير في عباية الكوميديا اللي هو شاطر فيها جداً وبتعجب المتابعين، لكن حان الوقت يدخل بقوة في مجال الدراما اللايت الفلسفية الهادفة اللي أظنه هيكون من روادها
بانتظار مواسم كتير وتجارب فنية
