مغامرات زينب في رواية حبي المتمرد – الفصل الثاني
مغامرات زينب في رواية حبي المتمرد - الفصل الثاني
الفصل_الثاني من حبي_المتمرد
بقلم / أسماء النادي
تركض لغرفة جدتها بلهفة وتدلف من الباب وهي تقول : سلطانتي الغالية ماذا حدث؟
نظرت لها الجدة بإستغراب لجزء من الثانية ثم تعرفت عليها وإنهمرت بالبكاء في حضنها وهي تإن وتقول : زينب حفيدتي أنّي لكِ أن تتركيني لماذا لما تأتي إليّ اليوم؟
لم تدرك زينب عينا الصقر الصياد الذي يراقبها متكئاً علي باب الغرفة
زينب: أعتذر لكِ حبيبتي لقد كان العمل مرهقاً اليوم وكنت بحاجة للراحة فذهبت للمنزل مباشرة ولكن أعدك لن يتكرر هذا الأمر مجدداً
نظرت زينب لسلمي وقالت: هيا يا أختي ساعديني لنضع الجدة في فراشها
هنا إنسحب خليل تاركاً الأمر للفتيات
بعد فترة من الوقت خرجت زينب تعقبها أختها سلمي وهي تقول لها بلوم: ماذا حدث يا زينب كيف لم تردي علي هاتفك!
زينب بتعب وإرهاق شديدين: أعتذر أختي لقد نسيت هاتفي في الشركة ولم أنتبه حتي أنه ليس معي
سلمي بإشفاق علي حال أختها : وماذا بعد يا زينب هل سنظل مفترقات هكذا؟
جدتي لا تنفك عن ذكرك طيلة الوقت كمان أنك بحاجة لي خصوصاً بهذا الوضع الذي تمرين به؟
خليل بتساؤل: عن أي وضع تتحدثن؟
قالت زينب بسرعة وتوتر: لا شئ
هل بإمكانك إعادتي للمنزل؟
خليل بمشاكسة : أخبرتك قبل قليل أن هذا منزلك أيضاً
قالت زينب بتعب : أنا حقاً مرهقة ولا أقوي علي التناطح معك من فضلك أعدني لبيتي
حاولت سلمي التدخل بلطف محاول إقناع زينب بالعدول عن قرارها وقضاء الليلة هنا إلا أن زينب كانت صارمة بهذا الخصوص و رفضت وبشكل قطعي
ما إن دخلت السيارة حتي حاولت تجاهل عطره الطاغي وأراحت رأسها علي ظهر الكرسي وأغمضت عينيها
تحركت السيارة بسلاسة وخليل يختلس لها النظرات ثم قال: ماذا بكِ لم أنتِ مرهقة هكذا؟
زينب: لا يوجد شئ بي من فضلك توقف عن هذا السؤال وأضافت ساخرة : سيد خليل
خليل: ألم يحن الوقت لنتحدث كزوجين بخصوص ما حدث؟
أطلقت زينب ضحكة ساخرة مريرة وإعتدلت في جلستها وقالت : وما الذي حدث تحديداً
آه لقد تذكرت الذي حدث أنك أتيت لتنتقم مني ومن أمي لأنك إعتقدت في الماضي أننا السبب في وفاة والدتك أليس كذلك؟
ولم تكتفي فقط بأخذ أملاكنا بل أيضاً أذللتنا وكسرت نفوسنا لترضي هوسك المريض بالإنتقام…حسناً سيد خليل هل أنت سعيد الأن؟
ثم عن أي زواج تتحدث!
هل عن زواج قائم علي الكذب؟
ضرب خليل المقود وقال بجنون : لن أسمح لكِ بالتشكيك في حبي لكِ زينب
حبنا المتبادل هو أصدق ماحدث لي منذ زمن بعيد
صرخت زينب : لا تتحدث عني فأنا قد محيت كل شعور بداخلي ناحيتك منذ أن إستيقظت ذلك الصباح علي أكاذيبك
جن جنون خليل وأوقف سيارته بعنف وقال لها : لا تكذبي علي نفسك إذا أردتِ زينب فكلانا يعلم كم أنتِ غارقة بحبي
زينب وهي تنزل من السيارة وتدور حولها : كم أنك واهم خليل فرات!
هل تظن أني مازلت زينب القديمة التي كانت مدلها بعشقك؟
كل هذا أصبح في الماضي
إقترب منها خليل وجذبها مز ذراعيها وقربها إليه قائلاً : لا تجبريني علي التصرف بجنون معكِ وإلا
نظرت له بتحدي ورفعت رأسها ونظرت له وقالت : وإلا ماذا خليل ما الذي أنت قادر علي فعله؟
لفحتها أنفاسه الساخنة ونظراته تنزلق علي وجهها لتصل لشفتيها التي لطالما منّي نفسه بتذوقهما وقال بصوت أنفاس متقطع : أنا قادر علي فعل الكثير ولكن لا أفعل رأفة بكِ
تنبهت زينب لهذا القرب الساحق لقلبها ومشاعرها وهي التي تخبر نفسها كل ليلة أن خليل فرات صفحة وإنطوت من حياتها
لم تره من بعد ذلك الصباح المشؤوم حتي عندما كانت تذهب للمزرعة لرؤية جدتها كانت تتحين أوقات عدم وجوده بالإتفاق مع سلمي مع أن الشوق كان يفتك بها لتتعلق برقبته وتغرق في حضنه العميق الدافئ
إلا أنها أيقظت نفسها وهي تدفعه في صدره ليبتعد عنها وتقول بوهن : أنا حقاً مرهقة أعدني للمنزل
ترنح قليلاً تحت وطأة مشاعره الجياشة وشوقه الذي لا يهدأ وقال : لكِ ذلك هيا إركبي
لم يتحدثا طوال باقي الرحلة التي لم تستغرق الكثير
وما أن وصلت حتي نزلت من السيارة وخليل ينظر في إثرها وتأوه يقول وهوا واضعاً يده موضع قلبه : أراكِ لاحقاً يا حبيبتي المتمردة