نقد

ضجة في تركيا: قضية مسلسل القضاء تفجر جدلاً اجتماعياً وتواجه الضربات القاضية

كتبت د /أمل عبد العزيز إبراهيم
صاحبه القلم

قضية الحلقة السابقة من مسلسل القضاء تسببت بضجة في الإعلام التركي مما ادي الأمر إلي لجؤ وزارة الأسرة و الخدمة الاجتماعية لتقديم بلاغ لدى هئية الرقابة العامة للتلفاز بتغريمهم ضريبة جزائية بتهمة ان القضية تؤثر على الأطفال المقيمين في دار الأيتام و بؤثر على حالتهم النفسية

عندما بحثت في الأمر اكتشفت إن قضية سيشيل التي تم طرحها في الحلقة السابقة، للأسف، تمثل قصة واقعية حدثت في تركيا. المسلسل يستعرض ثلاث قضايا حقيقية في تركيا من خلال حكاية سيشيل.
في هذا المقال لقد جمعت لكم هذه القضايا من مصادر متعددة وحاولت تلخيصها

القضية الأولى حدثت في سنة 2020

عن شاب يدعى “أوميت جان” اتهم بقتل حبيبته “الينا شاكر ” بعدما عثروا عليها مخنوقة في شقتها لكن تم اطلاق سراحه مباشرة و اعلنت الشرطة ان الحادثة انتحار بالرغم من وجود مقطع فيديو لأوميت جان وهو خارج من شقة الينا في نفس توقيت الحادثة ! ايضا الشرطة لم تعلن نتائج DNA بالرغم من مرور شهور على الحادثة وبسبب هذا عائلة الينا اتهمت الشرطة بالتستر على القضيه خاصة ان اوميت جان ينتمي الى حزب سياسي عليه الكثير من الاتهامات الكبيره من ضمنها جرائم دعارة وقتل و مخدرات وبالرغم من ان صديقة الينا قامت بتسليم الشرطة مقطع فيديو لأوميت وهو يضرب الينا لكن الشرطه اطلقت سراحه لانه اعترف انه بالفعل قام بزيارتها في شقتها و لكنه خرج وتركها سليمة موضوع اوميت جان لم يتوقف على الينا شاكر فقط حيث أنه بعد هذه الحادثة بسنة تقريبا تم العثور على جثة فتاة اخرى مخنوقةفي غرفة بالفندق وكاميرا المراقبة اثبتت ان اوميت كان مرافق لهاوهو الذي استأجر الغرفه لها واخيرا بعد ال تحقيقات تم اصدار قرار بسجنه 10 سنوات . ايضا والدة اوميت جان تم العثور عليها مقتوله بطلقة على الراس في منطقة جبلية ومباشرة عائلتها اعلنت انها انتحرت وان السبب مذيعه تركية مشهوره ظهرت في برنامجها باتهامات قويه ضد والدة اوميت بأنها كانت تقوم بتوجيه الفتيات الصغيرات اللواتي كانوا في الميتم الى حياة الدعارة والدة اوميت كان يطلق عليها ” ام الميتم” بسبب اهتمامها بالفتيات

القضية الثانيه حدثت في عام 1993

هي قضية الصحفي اوغور مومجو الذي تم تفجيره وهو داخل سيارته بسبب تحقيقه العميق لشبكة السياسة والمافيا ولم يتم العثور على قاتله الحقيقي حيث ان جميع من اعتقلتهم الشرطه تم اطلاق سراحهم لاحقا والبعض اعترف فيما بعد ان اعترافهم بالجريمة كان بسبب تعرضهم للتعذيب وحتى الان لم يتم الكشف عن التفاصيل الكاملة وراء هذا الحادث حيث يقال ان القاتل الحقيقي قدفر خارج البلاد ولم تتم معاقبته .

القضية الثالثة

هي قضية شهيره جدا في تركيا عن الداعية عدنان اوكتار الذي كان له برنامج تلفزيوني يبث بطريقة مخله وكان يرأس منظمة مهمتها الاساسيه الدعارة وبيع الفتيات للسياسيين والمشاهير وكان يتم تصويرهم لتهديد اصحاب النفوذ وايضا تهديد كل فتاة تفكر بترك المنظمة.عدنان اوكتار له أكثر من مئة كتاب حول قيم وأخلاقيات القرآن وحول مواضيع ايمانية عديدة ومختلفة وترجمت إلى العديد من اللغات العالمية ولكن حسب اعترافات بعض الفتيات في منظمته ان عدنان لم يكن يذكر الدين ابدا في حياته الواقعيه ولم يكن يتطرق له الا عبر شاشة التلفاز فقط ! حيث انه كان يمارس العنف والاهانه والضرب على اغلب الفتيات لديه وكان يتحرش بالاطفال الصغار وكان يعاقب الفتيات على اشياء تافهه جدا حيث انه كان يعاقب كل فتاة لا تعجبه نظراتها له وكان يخصص فتيات مهمتهم الاساسيه تذوق الطعام قبل ان يأكله خوفا من التسمم وكان ايضا يخصص فتيات لإمساك الصحف له حيث انه لا يحب ان يمسك الصحف بيديه !! في عام 2018 تم اعتقال عدنان و 234 عضو من منظمته بعد توجيه العديد من الاتهامات من ضمنها : ” تشكيل منظمة إجرامية الاعتداء الجنسي على أطفال الاغتصاب خطف أطفال التحرش الجنسي، الابتزاز، التجسس العسكري والسياسي، التحايل باستغلال المشاعر الدينية، غسيل الأموال، انتهاك الخصوصية، الإكراه، استخدام العنف الافتراء، الإهانة، التجريم الكاذب، شهادة الزور، التعذيب تسجيل بيانات شخصية بصورة غير قانونية، خرق قانون حماية المرأة والأسرة ” تم الحكم على عدنان اوكتار بالسجن لأكثر من 1000 عام .

مسلسل القضاء من أبرز وارقي المسلسلات علي الساحه الدراميه الان وما يميزه عن الكثير من المسلسلات الآخرين هي القضايا التي يتناولها، حيث يكون لها صدى قوي. على سبيل المثال

قضية سيشيل تُظهر كيف يمكن للمسلسلات أن تلقي الضوء على قضايا حقيقية، ورغم أنه تم عرضها في مسلسلين آخرين، فإن القضاء استجاب فورًا بعد الحلقة وتم تقديم شكوى ضدهم. حتى أن المسلسل حافظ على حقيقية القصة ولم يشوه سمعة أي شخص أو يظلمهم.

إما القضية الثالثة المتعلقة بعدنان هي كبيرة وجرائمها بشعة، ولكن حاولت تلخيصها دون الخوض في التفاصيل الكثيرة. يُفترض في المسلسل أن يُظهر كشخص يشبه الدكتور الذي يظهر على التلفزيون.

في ختام المقال، تبرز القضية أهمية استكشاف ومحاسبة الظواهر الاجتماعية السلبية، مع التأكيد على دور المسلسلات في تسليط الضوء على هذه القضايا وتوجيه رسائل توعية للمجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى