تجديد الجدل حول مشاهد العنف والانتقام في المسلسلات: هل تجاوزت الكاتبات الحدود؟
تجديد الجدل حول مشاهد العنف والانتقام في المسلسلات: هل تجاوزت الكاتبات الحدود؟
كتبت د /امل عبد العزيز
صاحبه القلم السعيد
تشهد النقاشات المتزايدة حول المسلسلات اليومية في بعض القنوات التلفزيونية تضاربًا في الآراء بين الجمهور، خاصة حول تصوير العلاقات والانتقام بين الأبطال. العديد من المتابعين يشعرون بالإرهاق من السجالات المستمرة حول تصرفات الشخصيات، مثل زينب وخليل في المسلسل الأخير، وما ينتج عن ذلك من مواقف قد تكون شخصية جدًا لبعض المشاهدين.
♦️الإشكالية
يتحدث البعض عن أنّه بمجرد انتقاد أو رفض أي تصرف من شخصية زينب، حتى لو كان على سبيل المزاح، يثار الجدل حول حقوق المرأة، ويتهم المعترضون بالعداء للمرأة أو بدعم الفكر الذكوري. هذا الجدل يتجاوز أحيانًا النقاشات الموضوعية ويدخل في مهاجمة شخصية المتابعين. ويدعو البعض إلى فصل النقاش عن الأمور الشخصية والتركيز على تقييم الشخصيات في إطار سياق العمل الفني، الذي يبقى في النهاية مجرد خيال درامي.
♦️شخصية زينب وخليل: بين الحب والانتقام
من أكثر النقاط المثيرة للجدل في المسلسل هو تعامل البطلة زينب مع خليل بعد اكتشاف حقيقته. تصرفاتها الانتقامية التي قد تتضمن العنف في بعض الأحيان تثير انزعاج بعض المشاهدين، خاصةً في ظل تكرار نمط معين في العديد من المسلسلات التركية، حيث يظهر البطل في البداية ظالمًا حتى يتغير مع الاعتراف بالحب أو الزواج، ولكن تظهر بعد ذلك أمور تؤدي إلى الفراق الذي تقرره البطلة.
يتمحور الانتقاد حول كيفية تطور شخصية البطلة بعد الحب أو الزواج، حيث تلجأ إلى الانتقام والعنف بطريقة لا تتسق مع شخصيتها الأصلية. في هذا السياق، يرى البعض أن هذا النوع من الانتقام غير مبرر ولا يتناسب مع العلاقات الزوجية.
♦️المبالغة في العنف
بالنسبة لخليل، كانت هناك انتقادات كبيرة تتعلق بالعنف الذي تعرض له من زينب، خاصة عندما وصل الأمر إلى ضرب رأسه بالحجارة وظهور دماء في إحدى المشاهد. يعتقد البعض أن هذه المشاهد غير مبررة، ولا يمكن اعتبارها مجرد انتقام عادي. يجادل المشاهدون بأنّ العنف ضد الرجل لا يقل خطورة عن العنف ضد المرأة، وبالتالي يجب أن تكون هناك موازنة في كيفية تقديم هذه المشاهد.
♦️الازدواجية في تصوير الأبطال
أحد الانتقادات الرئيسية للمسلسل هو استمرار تصوير خليل على أنه الشخص السيئ، رغم أن الكثير من الحقائق تشير إلى أنه لم يكن مسؤولًا عن ديون والد زينب أو فقدانها لممتلكاتها. يرى البعض أن تقديمه بهذه الصورة يغفل عن حقيقة أن تصرفاته قانونية، مما يزيد من تعقيد العلاقة بين الشخصيتين.
يبقى التساؤل حول ما إذا كان يجب على المسلسلات اليومية أن تستمر في تقديم هذا النوع من الدراما القائمة على الصراع والانتقام. هل يمكن أن يتم تقديم علاقات صحية بين الشخصيات بدلاً من التركيز على الفراق والعنف؟ الكثير من المشاهدين يطالبون بمسلسلات تعرض نماذج أكثر إيجابية واستقرارًا في العلاقات، بعيدًا عن المشاهد التي تثير الجدل وتؤدي إلى استنزاف الجمهور نفسيًا.