بقلم الكاتب الكبير / حمدى بهاء الدين
كن قويا ولو لم تكن ، ولا تظهر ضعفك وإن كنت لأن القوة حصن ولو كانت كاذبة والحياة لا ترحم الضعفاء بل تقسو عليهم وتحطمهم وتذلهم وتكسر إرادتهم أكثر مما هى عليه ، الحياة تحترم الأقوياء وتحسب لهم ألف حساب أما الضعفاء فلا عزاء لهم
لا تظهر ضعفك لأحد مهما كان ومهما وثقت به ومهما كان قريب منك ومهما ما كان يعنيه لك
لا تخبر أحد بنقاط ضعفك لأنك لو أخبرته بها ستكون تلك هى بداية العد التنازلي لنهايتك وسقوطك وهزيمتك ، نعم سيبتزك بأبشع أنواع الإبتزاز وأكثرها خسة ووضاعة سيضغط على أعصابك حين يشاء دون رحمة فهو يقتات على ضعفك ويعيش على كسرك ويستمد قوتة من هزيمتك وابتزازه لك ، لا تشعر أحد بالقوة والسيطرة عليك ، لا تجعل أحد يتحكم فى مصيرك ، لا تجعل شقاءك وسعادتك بيد أحد ، بل كن قويا بما يكفى ، اغضب متى شئت ، وارفض حين لا ترغب واضحك إن أردت وأبك فى أى وقت تشعر فيه برغبتك فى البكاء
نعم كن قويا فأنت ملك فى ذاتك ، لا سلطان عليك إلا الله ، كن سيد نفسك ولا تصعر خدك للناس وهنا النهي فى العموم ويقصد به أى ناس وكل الناس فلا مذلة من أبوة أو بنوة أو إخوة أو علاقة صداقة أو علاقة زوجية ، دع من يهددك بالرحيل يرحل ، لا تتوسل بقاءه ، لا تتمسك بمن يفلت يدك أو يعطيك ظهره أو يهجرك مهما كان السبب
اظهر لكل من حولك القوة وأبك وحيدا دون أن يراك أحد ، ابك واصرخ والعن كل شىء بينك وبين نفسك وحين تخرج للناس كن قويا شامخا وكأنك فى أطيب حال
نعم كن قويا ولا تكن قاسيا لأن بعض اللين قوة وأعلم أن المقادير بيد الله ولا سلطان إلا سلطانه وما يصيبك ما كان ليخطئك وما أخطأك ما كان ليصيبك وعش كريما ومت عزيزا كما قال أبو القاسم الشابي ،، إما حياة تعز النفوس … إما ممات يغيظ العدا ، فلا تكن ضعيفا وكن قويا