مسلسل تل الرياح

التحول المفاجئ لشخصية زينب في “تل الرياح”: إبداع درامي أم عبث سينمائي؟

نقد الحلقة 128 من مسلسل "تل الرياح" الجزء الأول

كتبت د/ أمل عبد العزيز
صاحبة القلم السعيد

في تطور درامي غير متوقع في الحلقة 128 من مسلسل “تل الرياح” الجزء الأول، فوجئ المشاهدون بانقلاب الأدوار وتحول شخصية زينب المحبوبة إلى شخصية مكروهة. كان هذا التحول متوقعًا من قبل البعض، ولكنه أثار جدلاً واسعًا حول هدف الكاتبة من هذا التغيير. تعاني معظم مسلسلات هذه القناة من نفس النمط في كتابة السيناريوهات، مما يدفعنا للتساؤل عن الاستراتيجية الدرامية المستخدمة.

♦️ مشاهد الاعتراف وتدمير الجمال الدرامي

جاءت مشاهد الاعتراف بين الشخصيات محبطة للغاية. بدلًا من أن تكون لحظات مؤثرة تلامس القلوب، دمرت الكتابة جمال هذه المشاهد بجعل الأعداء يتدخلون ليفرقوا بين العشاق. كان دخول العدو في الوقت الخطأ وتحويل البطلة إلى خائنة بحجة حمايتها للبطل أمراً عبثياً وغير منطقي. كيف يمكن للحبيب أن يكون السهم الذي يطعن قلب حبيبه؟ هل هؤلاء كتاب السيناريو مدركون لما يكتبونه، أم أنهم مغيبون عن الواقع الدرامي؟

♦️ قسوة المشهد وتأثيره السلبي

جعلت الكاتبة البطلة زينب غير قادرة على البوح بمشاعرها والاعتراف بالحب للبطل ، وتفوهت بأقسى الكلمات التي كسرت قلب البطل بحجة حمايته. كان هذا الأمر مضحكًا ومستحقًا للسخرية. في حلقة اليوم، بالغت زينب في كلامها مع خليل وجرحته بشدة، حتى أنها قامت بضربه بحجر على رأسه للهرب. كيف يمكن للكاتبة والمخرج إخراج مشهد بهذه القسوة؟ هذا المشهد يروج للعنف ويعزز فكرة انتصار الشر وموت الحب، ويفقد الأنثى كرامتها.

♦️ الأداء التمثيلي والحبكة الدرامية

بالرغم من القسوة والعبث في كتابة السيناريو، أبدع الممثلون في أداء أدوارهم وقاموا بما هو مطلوب منهم على أكمل وجه. ومع ذلك، تبقى الأحداث وما جرى بمثابة جريمة فنية. ما الحكمة الدرامية من كل هذا العبث؟ صحيح أن الحب تضحية، لكن زينب ضحت بالحب نفسه في سعيها للانتقام. لم يجرؤ خليل على إيذائها بيديه طوال رحلة انتقامه، فكيف لها أن تؤذيه بحجة حمايته؟

في النهاية، يمكن القول بلسان خليل: “لم يقتلني السهم عندما أصابني، لكني مت حين رأيت من رماه”. هذا يعكس الشعور العميق بالخيانة والألم الناتج عن هذه التحولات الدرامية غير المبررة. إن الحلقة 128 من مسلسل “تل الرياح” الجزء الأول تثير تساؤلات كثيرة حول الكتابة الدرامية وهدفها، وتدفعنا للتفكير في تأثير مثل هذه المشاهد على المشاهدين وقيمهم.

تابعوا الجزء الثاني من المقال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى